إلى الله تعالى فإنّه يستحبّ تقديم الثناء على الله بما هو أهله وذكر صفاته وحمده وشكره ثمّ يسأل حاجته بعد ذلك فإنّ ذلك يكون أقرب للإجابة وأسنى لإنجاح الرغبة وإنجازها » (١) وقد جمع إبراهيم إلى جانب أدب دعائه أدب مخاطبته الله تعالى كما في نسبة الشفاء إليه عزّوجلّ دون المرض وهو بذلك قد « أسند أفعال الخير كلّها لله وأسند فعل الشرّ لنفسه » (٢) تضرّعاً إليه وخضوعاً له جلّ وعلا.
ومما يمكن رصده من دعاء إبراهيم دعوته لخاتم الأنبياء وسيدهم محمد كما جاء على لسانه قوله تعالى : ( ربّنا وابعثفيهم رسولاً منهم يثلوا عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم إنّك أنت العزيزالحكيم ) (٣) كما نلحظ أن إبراهيم ما دعا على قومه أبداً ولم يرد لذلك شاهد دعائي على الإطلاق والله أعلم.
دعاء موسي :
جسدت أدعية موسى مواق متعدّدة من أحواله بيّنت خلالها اتّصاله الوثيق بالله تعالى ودعاءه في مختلف أوضاعه في سرّائه وضرّائه مظهراً حاجته وفقره مرّة وتضرّعه وخضوعه مرّة أخرى.
وكما جاءت أدعية الأنبياء موزّعة بحسب ما يقتضيه المقام ويتطلّبه السياق فقد تعدّدت مواع أدعية موسى تبعاً لاستكمال حلقات قصّته على اختلافها إجمالاً وتفصلاً لأنّ « السياق هو الذي يحدّد القدر الذي يعرض
__________________
(١) الطراز ٣٣٧ : ٢ ظ : المثل السائر ٥٥ : ٣ مفاتيح الغيب ١٤٧ : ٢٤.
(٢) تحرير التحبير ٤١٧ : ٣.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٢٩.