وأشركه في أمري ) (١).
ومما ينبغي الإشارة إليه هنا تكرار ذكرهارون في أغلب دعائه وما في ذلك من الدلالات على تعظيم منزلة أخيه وإظهار مكانته الوافية في نفس موسى ودعوته إلى الله فهو أخوه وأمينه قال تعالى : ( قال ربّ إنّي قتلت منهم نفسًا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح منّي لسانًا فأرسله معي ردءًا يصدّقني إنّي أخاف أن يكذبون ) (٢). (٣)
ومن جملة أدعية موسى نلحظ طلبه الدائم في إرسال أخيه معه تصديقاً لدعوته وقوّة لحجّته فمنزلته للموسى بمثابة نفس موسى قال تعالى : ( قال ربّ إنّي لا أملك إلاّ نفسي وأخي فافرق وبيننا وبين القوم الفاسقين ) فقد وازن موسى بينه وبين أخيه هارون في إخلاصهما لله وبذلهما كلّ شيء في سبيله ونصرته.
ومن بين أدعية موسى دعاؤه على قوم فرعون لما لقيه منهم من الإصرار على الكفر وتسخير كلّ ما أنعم الله عليهم في الصدّ عن سبيله حيث دعا عليهم دعاء الشاكي منهم اليائس من إيمانهم وهدايتهم قال تعالى : ( وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً ي الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يومنوا حتّى يروا العذاب الأليم ) (٥).
__________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ٢٥ ـ ٣٢.
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٣٣ و ٣٤.
(٣) ظ : في السياق عينه الآيات التالية : الأعراف : ١٥١ / ٧ الشعراء : ٢٦ / ١٣.
(٤) سورة المائدة : ٥ / ٢٥.
(٥) سورة يونس : ١٠ / ٨٨.