دعاء عيسى :
لم يرد لعيسى في القرآن الكريم سوى دعاء واحد في سورة المائدة حيث ورد في سياق قصّته مع قومه وطلبهم منه أن يدعوالله تعالى لينزل مائدةعليهم دليلاً على صدقه ومعجزة تطمئن بها قلوبهم فدعا الله سبحانه لأجلهم بأن ينزل عليهم ما طلبوه قال تعالى : ( قال عيسى ابن مريم اللّهمّ ربّنا أنزل علينا مائدةً من السّماء تكون لنا عيداً لأوّلنا وآخرنا وآيةً منك وارزقنا وأنت خير الرّازقين ) (١).
والملاحظ في دعائه تكرار ندائه بقول ( اللّهمّ ربّنا ) وفي هذا دلالة على صحّة نبوّته وإشارة لمواضع الدعاء وسياقاته دون التفصيل طلباً للإيجاز. وسنعرض لنوع آخر من أنواع الدعاء وهو دعاء المؤمنين.
ثانياً ـ دعاء المؤمنين :
المستوى الثاني أو النوع الآخر من أنواع الدعاء جاء على لسان المؤمنين الذين صدّقوا بأنبياء الله ورسالاته بعد إيمانهم بالله تعالى وتوحيده وإخلاص التوجّه إليه.
والمتتبّع لهذا النوع يخلص إلى أن القرآن العزيز قد نقل جانباً وافياً من دعاء المؤمنين على الختلاف أزمانهم وتعدّد أنبيائهم وتفاوت حالات
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ١١٤.