كالالتماس وغيره.
ثانياً : وجوه معاني الدعاء في القرآن الكريم :
مما لا شك فيه أن ثراء اللغة العربية وغناها متعلق بكتاب الله العزيز فقد وثّق أصول الألفاظ العربية وأفاض في استعمال اشتقاقها وتطوير دلالتها لذلك نجد فرقاً واضحاً لبن دلالات الألفاظ في الجاهلية وبين استخدامها القرآني حيث «تجرّد كثير من الألفاظ من معانيها العامة القديمة وأصبحت تدل علي معانٍ خاصةتتصل بالعبادات والشعائر أو شؤون السياسة والإدارة والحرب أو مصطلحات العلوم والفنون» (١) ولذا يمكننا القول بكل ثقة واطمئنان أن سرّ بقاء العربية وخلودها يرجع إلي القرآن العزيم كتاب العربية الأكبر.
وفيما يتصل بمادة « دعا » واستعمالها القرآني فقد استوعب القرآن الكريم تصاريف اللفظ ودلالاته حيث جاء علي نحو مائة وتسعين مرّة ضمن اثنين وسبعين (٢) اشتقاقاً تنوّعت معانيها بتنوّع سياقها التي وردت فيه ولهذا فقد كانت معاني الدعاء موضع نظر المفسرين والمهتمين بالوجوه والنظائر وأول من يشار إليه في ذلك مقاتل بن سليمان البلخي ( ت / ١٥٠ هـ ) حيث جعل للدعاء وجوهاً ستّة (٣) سار علي أثره بعض من جاء بعده وخالفه آخرون في بعض معاني الدعاء ووجوهه إلاّ أنّهم نهلوا منه واعتمدوا عليه وهذا واضح من طريقة عرض المادة والستشهاد بالآيات القرآنية نفسها.
وأبرز وجوه معاني الدعاء التي وردت في القرآن الكريم ما يلي :
__________________
(١) فقه اللغة / د. علي عبد الواحد وافي : ١١٥.
(٢) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم / محمد فؤاد عبد الباقي : مادة (دعو).
(٣) ظ : الأشباه والنظائر / مقاتل بن سليمان البلخي ٢٨٥ : ٢.