تخرجون ) (١) هي ضمن الوجه الرابع ـ بمعني النداء ـ أي ناداكم مكما فعل ذلك مقاتل البلخي عندما جمع بين وجه الدعاء وتفسيره ضمن وجه النداء في قوله تعالي : ( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده ... ) (٢) يقول : «يوم يناديكم إسرافيل» (٣) ومثل هذا في قوله تعالي في يونس : ( دعواهم فيها سبحانك اللّهمّ ... ) (٤) وهو دعاء أهل الجنة «يعني قولهم إذا اشتهوا الطعام ( سبحانك اللّهم ...) » (٥) وضع ضمن اوجه الثاني معني القول لذا فليس من المناسب أن نضع لكل سياق وجهاً جديداً لأنّ أغلب وجوه الدعاء لاتخرج عما ذكرناه آنفاً ـ والله أعلم ـ ويتضح مما تقدّم أن معاني الدعاء متعددة الوجوه وكثيرة النظائر وأن هناك ألفاظاً حملت معني الدعاء في دلالتها سواء أكان ذلك في صيغها أم كان في مضمونها وهذا ما سيتكفل بطرحه المبحث الآتي.
المبحث الثاني
الألفاظ المستعملة في معني الدعاء
إذ كانت أهمية الدعاء ـ في جانبمنها ـ متأتيةً من كثرة ألفاظه واستخدامها علي صعيد النص القرآني ، فإن مضامين الدعاء ودلالته في ألفاظ أخري لا تقل أهمية وسعة واستعمالاً في القرآن الكريم ولهذا تجد ألفاظاً
__________________
(١) سورة الروم : ٣٠ / ٢٥.
(٢) سورة الإسراء : ١٧ / ٥٢.
(٣) الأشباه والنظائر ٢٨٦ : ٢ ، التصاريف : ٣٢٦.
(٤) سورة يونس : ١٠ / ١٠.
(٥) قاموس القرآن : ١٧٣.