بالكلام دون غيره من الخلق لذلك يقال « للمصلي قانت » (١) أي المتوجه بالكلام إلي خالقه إلاّ أنّ أشهر المعاني السابقة للقنوت عند أهل اللغة الدعاء فما نقل عن الزجاج إذ يقول : « والمشهور في اللغة أن القنوت الدعاء وحقيقة القانت أنّه القائم بأمرالله فالداعي إذا كان قائماً خص بأن يقال له قانت لأنّه ذاكرالله تعالى وهو قائم على رجليه فحقيقة القنوت العبادة والدعاء لله عزّوجلّ في حال القيام ويجوز أن يقع في سائر الطاعة لأن إن لم يكن قيام بالرجلين فهو قيام بالشيء بالنيّة » (٢).
وقد يقال إن القنوت مصطلح قرآني لم يرد « هو أو إحدى مشتقاته في الشعر الجاهلي والمجموعات الكثيرة التي ألّفت فيه » (٣).
إلاّ أننا رأينا استعمال اللفظ باجاهلية ـ بمعني الدعاء ـ مما يؤيد ما ذهب إليه الزجاج من ناحية وإلي أن العرب قد عرفته واستخدمته ويظهر ذلك من مسائل ابن الأزرق لعبد الله بن عباس حين سأله عن معني قوله تعالى : ( ... كلّ له قانتون ) (٤) « فقال ابن عباس : مقرون. واستشهد بقول عدي بن زيد (٥) :
قانتاًلله يرجو عفوه |
|
يوم لا يكفر عبد ما ادّخر |
وفي القرآن الكريم جاءت مادة ( قنت ) في ثلاثة عشر موضعاً يمكن
__________________
(١) تهذيب اللغة : باب القاف والتاء ( قنت ).
(٢) المصدر السابق : باب القاف والتاء ( قنت ).
(٣) ظ : التطور الدلالي / عودة خليل أبو عودة : ٢١٠.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١١٦.
(٥) « عدي بن زيد بن حماد بن زيد العبادي ، التميمي ، شاعر من دهاة الجاهلين ت ... نحو ٣٥ ق ه ـ ٥٩٠م » ظ : الأعلام / خير الدين الزركلي ٩ : ٥ ، ظ : ترجمته : خزانة الأدب / البغدادي ١٨٤ : ١ ، والأغاني ٩٧ : ٢ الشعر والشعراء : ٦٣.