الفصل الثاني
صيغ الدعاء وصوره في القرآن الكريم
تعدّد الأقوال في أقسام الكلام لدى العلماء فمنهم من أجمل في تحديدها وتقييدها ومنهم من أفرط في تقسيمها فالذي حدّدها جعل للكلام قسمين : خبر وإنشاء وهو اختيار حذّاق النحاة وأهل البيان نصّ على ذلك السيوطي وقال : « اعلم أن الحذّاق من النحاة وغيرهم وأهل البيان قاطبة على انحصار الكلام فيهما ـ يعني الخبر والإنشاء ـ وإنّه ليس له قسم ثالث » (١).
أما من جعل للكلام أقساماً فقد زاد فيها تصاعداً إلى ثلاثة (٢) أقسام وأربعة وخمسة وسبعة وتسعة وحتى أوصلها بعضهم إلى عشرة أقسام كما « عند بعض أهل العلم ... خبر واستخبار وأمر ونهي ودعاء وطلب وعرض وتحضيض وتمنّي وتعجّب » (٣) والمتأمل فيها يلحظ أنّ من أنقصها أسقط أقساماً وضمّها إلى غيرها ومن زادها رأى في الكلام مصاديق لا تتم إلاّ بتفريعها وما أوجد هذا التباين في تقسيم الكلام تداخل أقسام الكلام
__________________
(١) الإتقان ٢٥٦ : ٣.
(٢) الأساليب الإنشائية في النحو العربي / عبد السلام هارون : ١٨.
(٣) الصاحبي في فقه اللغة / ابن فارس : ١٧٩.