المقدّمة
الحمد لله الذي أعزّ عباده بدعائه وضمن لهم الكرامة بإجابته والصلاة علي خير خلقه من الأولين والآخرين أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد الصادق الأمين وعلي آله الغرّ الميامين الذين طابت أرومتهم وطهرت نفوسهم فدعواالله مخلصين له الدين .. وبعد.
فقد استظللت ـ علي فقر مني ـ بفيء الدعاء القرآني العجيب فأسرتني قوّة بيانه وسحرني جمال اسلوبه وأطربني معناه الرشيق فكان أصفي من كلّ نبع وأعذب من ماء الفرات من ظمئ من نهل منه ولااستلذّ من ارتوي بغيره وصاحبت آياته البينات بصادق الأحاسيس وخالص المشاعر فوجدتها خير ما يجسّد فطرة الإنسان في علاقته بالله تبارك وتعالي ورأيتها مهذّبة للطباع منظمة للسلوك مصقلة للنفوس من ربقة الشهوات وأسر الماديات داعية إلي سبيل الهداية مبشرة أهلها بالارتقاء في مدارج الكمال والقرب من مواطن الرضا ورحمة الجليل المتعال.
وقرأت بإمعان كتاب الرسالة الخاتمة والدين الكامل والنعمة التامّة والنور المبين وتزوّدت من أدعية المعبّرة عن مدلولات لغوية وبلاغية فريدة تتفاعل بقوّة مع واقع الناس علي أمل تقديمها في هذه الدراسة ضمن منهج علمي يعتمد علي ما يدركه من منطق القرآن الكريم في تحليلاته واستنتاجاته بعيداًعن المنهج القائم علي أساس مفهوم الدعاء في الإسلام وما