أستجب لكم ) فالقول يختلف عن الآية تماماً لأنّ المعنى « في الآية يفيد أن الدعاء مطلوب من العبد مراد لله تعالى » (١) وهذا يجري في جواب كل دعاء حيث يتباين المعنى بين تقدير الشرط وبين معنى الدعاء نفسه.
وفي نهاية المطاف لابدّ من تأكيد أن الدعاء على صيغة ( ليفعل ) يجاب عنه وقد أجاز الكسائي ذلك (٢) إلاّ أن جواب الدعاء على هذه الصيغة لم يردله في القرآن العظيم شاهد والله أعلم.
الصيغة الثالثة ـ الدعاء بصيغة المصدر :
الصيغة الثلاثة التي يتمثل بها الدعاء صيغة المصدر النائب عن فعل الأمر والدعاء ويؤتي به لأغراض منها أن التعبير بالمصدر عموماً ـ وفي الدعاء بخاصة ـ يكون أدل على مراد الداعي لأنّ طلبه ودعواه غير مقيّدة بزمن كل هذا من خلال دلالة المصدر نفسه فالمصدر يختلف عن الفعل بركن من ركنيه فدلالة المصدر على الحدث فقط في حين أن دلالة الفعل الحدث والزمن المجرد وحده لأنه آكد من الفعل (٣).
ومن الأغراض البلاغية الأخرى للدعاء بامصدر المبالغة والاختصار وذلك من خلال إقامة المصدر مقام فعله (٤). وينتصب المصدر بفعل
__________________
(١) معاني النحو ٣٩٨ : ٤.
(٢) ظ : الأصول / ابن السراج ١٩٤ : ٢.
(٣) ظ : معاني النحو ٥٩١ : ٢.
(٤) ظ : الكشاف ٣١٦ : ٤ المثل السائر / ابن الأثير ٣٠١ : ٢ ـ ٣٠٢.