الفصل الثالث
معالم الدعاء وأنواعه في القرآن الكريم
المبحث الأوّل
معالم الدعاء في القرآن الكريم
شغل الدعاء مكاناً كبيراً ومهمّاً من كتاب الله العزيز ولعلّك تلحظ تناثر الدعاء من أول سورةٍ فيه مروراً بطوال السور وقصارها مكيّها ومدنيّها حتى إذا النتهينا عند آخر سور الكتاب المجيد وجدناها دعاءً كريماً يجسد صورةً معبرة لاعتراف الإنسان بضعفه ولجوئه إلى خالقه وتعلّقه بحصنه من كلّ ما دار بفكرٍ أو جال بخاطرٍ من أمرٍ عظيمٍ.
وبدء القرآن بالدعاء وانتهاؤه به دافع للتفكّر بأنّ « هناك سرّاً إلهيّاً في أن تكون فاتحة الكتاب كلّها دعاءً ... وخاتمته دعاءً وما بين الفاتحة والخاتمة عقيدة وعبادة ودعاء » (١).
والناظر المستقرئ لظاهرة الدعاء في القرآن العظيم يأنس تعدّد صورها
__________________
(١) الدعاء في القرآن الكريم / محمود بن الشريف : ٧.