الرَّابَّة والرُّبَّى : العُقْدَةُ المُحْكَمَةُ يقال في المثل «إنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ» يقولُ : إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيَّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ ، واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ ج أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ رُبَابٌ بالضَّمِّ وهو نادِرٌ قاله ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ : أَعْنُزٌ رُبَابٌ ، قال سيبويه : قَالُوا : رُبَّى ورُبَابٌ ، حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هذا البِنَاءِ ، كما أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا : جِفَارٌ إِلَّا أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا ، كما قالوا : ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ ، والمَصْدَرُ رِبَابٌ كَكِتَابٍ ، وفي حديث شُرَيْحٍ «إنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا» وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : غَنَمٌ رِبَابٌ ، بالكَسْرِ ، قال : وهي قَلِيلَةٌ ، كذا في لسان العرب ، وأَشَارَ له شيخُنَا ، وفي حديث المُغِيرَةِ «حَمْلُهَا رِبَابٌ» رِبَابُ المَرْأَةِ : حِدْثَانُ وِلَادَتِهَا ، وقيل : هو ما بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلى أَنْ يَأْتِيَ عليها شَهْرَانِ ، وقِيل : عِشْرُونَ يَوْماً ، يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ ، وذلك مَذْمُومٌ في النِّسَاءِ ، وإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لا تَحْمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا.
والإِرْبَابُ بالكَسْرِ : الدُّنُوُّ من كُلِّ شيْءٍ.
والرَّبَابُ بالفَتْحِ : السَّحَابُ الأَبْيَضُ وقيل : هو السَّحَابُ المُتَعَلِّقُ الذي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ ، قال ابن بَرِّيّ : وهذا القولُ هو المعروفُ ، وقد يكونُ أَبْيضَ ، وقد يكون أَسودَ واحدتُهُ بهاءٍ ومثلُهُ في المُخْتَار ، وفي حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم «أَنَّهُ نَظَرَ في اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرِ مِثْلَ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ» قال أَبو عُبَيْد : الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ : السَّحَابَةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بعضاً وجَمْعُهَا : رَبَابٌ ، وبها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ الرَّبَابَ قال الشاعر :
سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى |
مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ |
وفي حديث ابن الزبيرِ «أَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ» قال الأَصمعيّ : أَحْسَنُ بيتٍ قالته العرب في وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ ، عَلَى ما ذَكَرَه الأَصمعيُّ في نِسْبَةِ البيتِ إِليه ، قال ابن بَرِّيّ : ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ (١) المَازِنِيِّ :
إِذَا اللهُ لَمْ يُسْقِ إِلَّا الكِرَامَ |
فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ |
|
أَجَشَّ مُلِثّاً غَزِيرَ السَّحَابِ |
هَزِيزَ الصَّلَاصِلِ والأَزْمَلِ |
|
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ |
وتُفْرِغُه (٢) هَزَّةُ الشَّمْأَلِ |
|
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ |
نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ |
والرَّبَابُ : ع بمَكَّةَ بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ ، والرَّبَابُ أَيضاً : جَبَلٌ بين المَدِينَةِ وفَيْدٍ على طريقٍ كان يُسْلَكُ قديماً يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يقال له : خَوْلَة ، وهما عن يَمينِ الطريقِ ويَسَارِه والرَّبَابُ مُحَدِّثٌ يَرْوِي عن ابن عَبّاس ، وعنه تَمِيمُ ابن جُدَير ، ذَكَرَه البُخَارِيّ ، ورَبَابٌ عن مَكْحُولٍ الشاميِّ وعنه أَيوبُ بنُ موسى.
والرَّبَابُ : آلَةُ لَهْوٍ لَهَا أَوْتَارٌ يُضْرَبُ بِهَا ، ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللهِ الوَاسِطِيّ الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسِيقى بالرَّبَابِ مَاتَ ببغدَادَ في ذِي القَعْدَة سنة ٦٣٨.
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ ، منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابِرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ (٣) الكَلْبِيّ ، أُمُّ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ ، وفيها يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رضياللهعنه :
لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً |
تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ |
|
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي |
ولَيْسَ لِلَائِمٍ فِيهِمْ عِتَابُ |
وقال أيضاً :
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً |
ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ |
|
وأَخْوَالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ |
أُحِبُّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ |
__________________
(١) قوله عروة بن جلهمة صوابه زهير بن عروة بن جلهمة المعروف بالسَّكب ، ترجم له في الأغاني.
(٢) بالأصل «وتفزعه» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وتفزعه كذا بخطه ولعله وتفرغه من أفرغت الماء إذا صببته فليحرر» وما أثبتناه عن اللسان.
(٣) في جمهرة ابن حزم : عَليم.