الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها رَبِيبَة ، وذلك مَعْنَى رَابَّةٍ كالرَّابِّ ، قال أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ : هو كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ ، والخَبِيرِ والخَابِرِ ، وفي الحَديث «الرَّابُّ كَافِلٌ» وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ ، وهو اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ ، أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِه (١) ، وقال مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا :
فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا |
رَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلَائِفِ (٢) |
يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ ، وهو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوسلم ، وعَاصِمَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ ، وهو رَبِيبُ النبيِّ صلىاللهعليهوسلم ، والأُنْثَى رَبِيبَةٌ ، وقال أَحْمَدُ بن يحيى : القَوْم الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلىاللهعليهوسلم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلىاللهعليهوسلم ، كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ ، فعيلٌ بمعنى فاعِل.
والرَّبِيبُ : جَدُّ الحُسَينِ بنِ إِبراهيمَ المُحَدِّث ، عن إِسحاقَ البَرْمَكِيِّ ، وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ.
* وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ ، لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ ، عن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان ، وعبدُ الله بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب ، عن السِّلَفِيّ ، وكان صالحاً يُزَارُ ماتَ سنة ٦٢١ وابن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ ، وداوودُ بن مُلاعب ، يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انتهى إِليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة.
والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ : العَهْدُ والمِيثَاقُ ، قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي |
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوب(٢) |
كالرِّبَابِ بالكَسْرِ أَيضاً ، قال ابن بَرِّيّ ، قال أَبو عليٍّ الفارسي : أَرِبَّةٌ : جَمْعُ رِبَابٍ ، وهو العَهْدُ ، قال أَبو ذؤيب يَذْكُرُ حُمُراً :
تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال |
جِوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا |
والرِّبَابُ : العَهْدُ الذي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا ، وقال شمرٌ : الرِّبَابُ في بَيْتِ أَبي ذُؤيب جمع رَبٍّ ، وقال غيرُه : يقولُ : إِذَا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الحُمُر (٣) أَعْطى صَاحِبَهَا قِدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُجِيرَتْ فلا يُتَعَرَّضُ لَهَا ، كأَنَّهُ ذَهَبَ بالرِّبَابِ إِلى رِبَابَةِ سِهَامِ المَيْسِرِ. والرِّبابَةُ بالكَسْرِ جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهَامُ أَوْ خِرْقَةٌ أَو جِلْدَةٌ تُشَدُّ أَو تُجْمَعُ فِيهَا السَهام أَو هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القِدَاحُ ، شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فيها السِّهَامُ ، وقيل : هي شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ (٤) فيها سِهَامُ المَيْسِرِ قال أَبو ذُؤيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :
وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ |
يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ |
وقيلَ : هي سُلْفَةٌ ، بالضَّمِّ ، هي جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بها ، أَي تُلَفُّ عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وهو (٥) مُخْرِجُ القِدَاحِ أَي قِدَاحِ المَيْسِر (٥) ، وإنما يفعلون ذلك لِئَلاً وفي بعض النسخ لِكَيْلَا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبه هَوىً.
والرَّبِيبَةُ : الحَاضِنَةُ قال ثعلب : لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْءَ وتَقُومُ به وتَجْمَعه. والرَّبِيبَةُ : بِنْتُ الزَّوْجَةِ قال الأَزهريّ : رَبِيبَةُ الرَّجُل : بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِه ، وفي حديث ابن عباس «إنَّمَا الشَّرْطُ فِي الرَّبَائِبِ» يُرِيدُ بَنَاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ الذينَ معهنَّ ، وقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الكلام في الرَّبِيبِ.
والرَّبِيبَةُ : الشَّاةُ التي تُرَبَّى في البَيْتِ للَبَنِهَا ، وغَنَمٌ رَبائِب : تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لَا تُسَامُ ، وهي التي ذَكَرَ إِبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لَا صَدَقَةَ فِيهَا ، قال ابنُ الأَثير في حديث النَّخَعِيِّ «لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ» الرَّبَائِبُ : [الغنم] (٦) التي تكونُ في البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ ، واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بمعنى مَرْبُوبَة لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا ، وفي حديث عائشة «كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لهم ربَائِبُ ، وكانوا (٧) يَبْعَثُونَ إلينا مرن أَلْبَانِهَا».
__________________
(١) اللسان : أي أنه يكفل بأمره.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وكنت قال في التكملة والرواية وأنت امرؤ يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة بن أبي شمر الغساني والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي» وقد مرّ البيت والتعليق في المادة.
(٣) اللسان : أنه قد أُجير.
(٤) اللسان : يُجمع.
(٥) في اللسان : وهو الذي تدفع إليه الأيسار للقداح.
(٦) زيادة عن النهاية.
(٧) النهاية : فكانوا.