فجعل لها بَيْتاً. وقال أَبو عُبَيْدٍ ، أَيضاً : الصَّيْدَانُ (١) دابَّةٌ تَعمل لنفسها بَيْتاً في جَوف الأَرْض ، وتُعمِّيهِ. قال : وكُلُّ ذلك أَراه على التَّشبيه ببيت الإنسان.
والبَيْتُ : السَّفينة ، قال نُوحٌ ، على نبيِّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام ، حِينَ دعا رَبَّهُ : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً) (٢) ، فسمَّى سَفينَتَهُ الّتي رَكِبَهَا بيتاً.
وأَهلُ بَيت النَّبِيّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَزواجُه ، وبِنْتُه ، وعَلِيّ ، رضياللهعنهم.
قال سيبويه : أَكثر الأَسماءِ دخُولاً في الاختصاص : بنُو فُلانٍ ، ومَعْشرٌ مُضَافة (٣) ، وأَهلُ البيت ، وآلُ فلانٍ.
وفي الصّحاحِ : هو جارِي بَيْتَ بَيْتَ ، قال سِيْبَوَيْهِ : من العرب من يَبنِيه ، كخمْسَةَ عَشَرَ ، ومنهم من يُضِيفه ، إلّا في حدّ الحالِ. وهو جارِي بَيتاً لِبَيتٍ ، [وبيَتٌ لِبيْتٍ] (٤) أَيضاً.
وفي التّهذيب (٥) : هو جاري بَيْتَ بَيْتَ ، أَي : ملاصِقاً ، بُنِيا على الفَتح ؛ لأَنَّهما اسمانِ جُعِلا واحداً.
وابْتَاتَ : أَي : بَيَّتَ ، نقلَه الصّاغانيّ.
وعن ابن الأَعرابيّ : العربُ تقول : أَبيت وأَبَات ، وأَصِيدُ وأَصادُ ، ويَمُوت ويَمَات ، ويَدُوم ويَدَام وأَعيف وأَعاف ، ويقال : أَخِيل الغَيْث بناحِيَتكم ، وأَخال ، لُغَةٌ ، وأَزِيل (٦) ، يُقَال : زالَ ، يرِيدُونَ أَزَالُ ، كذا في لسان العرب.
وأَبْياتُ حُسَيْنٍ ، وبَيْتُ الفَقِيهِ أَحمدَ بْنِ مُوسى : مدينتانِ باليمن. وبيْتٌ : اسم موضع ، قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
بوَجهِ بنِي أَخِي أَسدٍ قَنَوْنَا |
|
إِلى بيْتٍ إِلى بَرْكِ الغِمَادِ |
قلت : وقَرأْت في المعجم لياقوت : إِنه يَبْتٌ ، بتقديم التحْتِيّة على الموَحَّدَة ، فلا أَدري أَيُّهما أَصَحُّ ، فليُراجعْ.
وبنو البَيْتِيّ : قَبيلة من العَلَوِيَّة باليمن.
فصل التاءِ
المُثَنَّاة الفوقية مع مثلها
[تبت] : تُبَّتُ ، كسُكَّرٍ ، هكذا ضَبطه غيرُ واحِدٍ (٧). وكان الزَّمخْشَرِيُّ يقول بالكسر ، ورُوِيَ بفتح أَوّله وكسر ثانيه ، مُشدّد في الجميع نقلَه شيخُنا. وقد أَهملَه الجوهريُّ. وهي اسم بِلَادٍ بالمَشْرِقِ وعمَائِرَ كَبِيرةٍ ، ولها خَواصُّ في هوائها ومِياهها ، وفيها ظِباءُ المِسْك الّتي لا يُشْبِهُهَا شَيءٌ ، ولا يَزال الإِنسانُ بها ضاحكاً مسروراً ، لا تَعْرِض له الأَحزانُ والهموم. وذكَرَ صاحبُ اللِّسان في تركيب ت ب ع : أَن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسم من اسمِ تُبَّعٍ ، ولكِنَّ فيه عُجْمةٌ. ويقالُ هم اليومَ من وَضَائعِ تُبَّعٍ بتلك البلاد.
يُنْسَبُ إِليها المِسْكُ الأَذْفَرُ ، وهو أَفضلُ من الصِّينيّ ، لخاصِّيَّةِ مَراعِيها (٨). ومنها أَبو جعفر محمد بن محمّد التُّبَّتِيّ ، روى له أَبو سعدِ المالِينيّ ، عن ابْن صُهيْبٍ ، عن أَبيه ، عن جَدِّه.
والتَّبُوتُ ، كصَبُور : لغةٌ في التَّابُوت ، قال ابنُ منظور : هذه تَرْجَمة ، لم يُتَرْجِم عليها أَحدٌ من مُصَنِّفي الأُصول ، وذكرَه ابنُ الأَثير لمراعاته تَرتيبه ، في كِتَابه ، وترجمنا نحن عليها ؛ لأَنَّ الشّيخَ أَبا مُحَمَّدِ بن بَرِّيّ ، رحمهالله تعالى ، قال في ترجمة توب ، رادّاً على الجوهريّ لمّا ذكر تابوت في أَثنائها ، قال : إنّ الجوهريَّ أَساء تَصريفه حتّى رَدَّه إِلى تابوت. قال : وكان الصّوابُ أَن يَذْكُرَه في فصل تبت ؛ لأَنَّ تاءَه أَصليّة ووزنه فاعُول ، كما ذكرناه هناك في توب. وذكره ابنُ سِيدَهْ أَيضاً في تَبه ، وقال : التَّابُوه لغةٌ في التابوت ، أَنصارِيَّة ؛ وقد ذكرناه نحن أَيضاً في ترجمة تبه ، ولم أَرَ في ترجمة تبت شيئاً في الأصول ، وذكرتها أَنا هُنا مراعاةً لقول
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله الصيدان كذا بخطه ، والذي في القاموس : الصيدن والصيدناني» وفي اللسان : الصيداني.
(٢) سورة نوح الآية ٢٨. (٣) عن اللسان ، وبالأصل «مضاف». (٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) كذا ، ولم ترد العبارة في التهذيب وذكرت في الصحاح ونقلها صاحب اللسان عن الجوهري.
(٦) كذا بالأصل واللسان ، وفي التهذيب : وأزيل ، أقول ذلك يريدون : أزال. (٨) في معجم البلدان : وإنما فضل التبتي على الصيني لأَمرين : أحدهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع الأفاوية وظباء الصين ترعى الحشيش. والأمر الآخر : أن أهل التبت لا يعرضون لإخراج المسك من نوافجه ، وأهل الصين يخرجونه من النوافج فيتطرق عليه الغش بالدم وغيره. (٧) في التكملة : تُبُّتُ بضمتين والباء مشددة.