أَقْسَمْتُ إِنْ لم يَشْرِ فِيمَنْ يَشْرِي |
|
ما زالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ |
في حَسَبٍ عالٍ وحُمْقٍ يَحْرِي (١)
فأطلقَه.
قال ابنُ بَرِّيّ : معنى يَحْرِي أَي يَنْقُصُ. وقوله : على اسْتِ الدَّهْرِ ، يُرِيدُ ما قَدُمَ من الدَّهْرِ ؛ قال : وقد وَهِمَ الجَوْهَريّ في هذا الفصْلِ بأن جعَلَ اسْتاً في فصلِ أَسَتَ ، وإِنما حقُّه أَن يَذكُرَه في سَتَه ، وقد ذكرَهُ أَيضاً هناك. قال : وهو الصَّحِيحُ ، لأَن هَمْزَةَ اسْتٍ مُوصولةٌ ، بإجماعٍ ، وإذا كانت موصولةً فهي زائدةٌ. قال : وقولُه : إِنهم أَبدلُوا من السِّين في أُسِّ التاءَ كما أَبدلُوا من السين تاءً في قَوْلِهم : طَسّ ، فقالوا : طَسْت ، غَلَطٌ ؛ لأَنَّه كان يَجبُ أَنْ يُقَالَ فيه :أَسْتُ الدَّهْر ، بقَطْع الهمزة. قال ونَسَبَ هذا القَوْلَ إلى أبي زيدٍ ولَمْ يَقُلْه ، وإنمَا ذَكَرَ اسْتَ الدَّهْرِ مع أُسِّ الدَّهْرِ ، لاتفاقهما في المعنى لا غير. وأَسْت الكَلْبَةِ ، بالفتح الدَّاهيَة ، والشِّدَّة ، والمَكْرُوه.
وأَسْتُ المَتْنِ ، أَيضاً : الصَّحْرَاءُ الواسِعَةُ. وأَما الأَسْتُ التي بمعنى السافِلَةِ وهي الدُّبُرُ ، فإنه يأْتي بيانها في س ت ه في حرف الهاءِ. وأُسْيُوتُ ، بالضَّم (٢) : جَبَلٌ قربَ حَضْرَمَوْتَ ، مُطِلٌّ على مدينة مِرْبَاط ، يُنْبِتُ الداذِيَّ الذي يُصْلَح به النَّبِيذُ ، وفيه يكون شَجَرُ اللُّبَانِ ، ومنه يُحْمَلُ إِلى سائر الدُّنْيا ، بينَه وبين عُمَانَ ، على ما قيل ، ثلاثُمِائَةِ فَرْسَخٍ. كذا في المُعْجَم. وفي الأساس (٣) : من المجاز : ما زال زيدٌ محزوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ، أي : على وَجْهِهِ.
وأُسْتِيُّ الثَّوْبِ ، بالضَّم : سَدَاهُ. حكى أَبو عليِّ القالِي : قالَ الأصْمَعِيّ : هو الأُزْدِيُّ (٤) ، والأُسْتِيُّ. والسَّدَاءُ والسَّتَاءُ لِسَدَى الثَّوْبِ قال : وأَما السَّدَى من النَدَى ، فبالدَّال لا غَيْرُ ، يقال : سَدِيَتِ الأَرْضُ : إذا نَدِيَتْ. قلتُ : وذكر الرّشاطِيُّ الأُسْتِيَّ. في الأَلف والسين ، وقال : هو الأُزْدِيّ والأُسْدِيّ ، ويُقَالُ فيه على الإبدال : الأُسْتِيّ ، وتَبِعَهُ البُلْبَيْسِيُّ في الأَنساب. ذِكْرُهُ هُنا وَهَمٌ ، وَوَزْنُهَا أُفْعُولٌ ، فمحلُّه المعتلُّ اللّامِ ، ولم يخصِّص في تَوهيمِه صاحبَ ، العينِ ، ولا غيرَه ، حتى يَتَوجَّهَ عليه اعتراضُ شيخِنا ، كما لا يَخْفَى ، وإِنما الذِي ذكَر الأَسْتَ هنا لُغَةً في الأَسْد ـ كما تقدَّمَ عن الرِّشاطِي وغيرهِ ـ ليس بواهمٍ ، وهذا قد أغفله شيخُنا كما أَغفله المصنِّفُ مع تَتَبُّعِه.
وأَسْتَواءُ (٥) ، كدَسْتَوَاءَ : مقتضاه أن يكونَ بفتح الأوّل والثالث ، ومثله ضبطه الذَّهَبِيُّ ، والَّذِي في كتاب الرِّشاطيّ والبُلْبَيْسيّ والمَراصِد : أَن ضَمَّ الأول والثالث لغةٌ (٦) فيه : رُسْتَاقٌ ، بالضَّمّ ، أي كُورَةٌ كثيرة القُرى بِنَيْسَابورَ ، منه أَبو جعفرٍ محمد بن بِسْطَامِ بنِ الحسن الأَديب ، والقاضي أبو العَلاءِ صاعِد بن محمدِ بن أَحْمَد بنِ عَبْدِ الله ؛ وعمر بن عُقْبَةَ الأَسْتَوَائِيُّ ، قال الذهبيُّ : روى عن ابْنِ المُبَارَك ، وعنه محمدُ بْنُ أَشْرَسَ [السُّلَمي].
[أشته] : أَشْتَهُ ، بالفتح وسكون الشِّين المُعْجَمة لَقَبُ جَماعةٍ من أَهْلِ أَصْفَهانَ مِنَ المُحَدِّثينَ (٧) ، وغَيْرِهم. وهو أَيضاً جَدُّ أَبي مُسْلِمٍ عبد الرَّحْمن بْنِ بِشْرِ بْنِ أَشْتَة المُؤدب الأَصبهَانيّ عن القاضي أبي محمدٍ إسحاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ البُشْتِيّ وغيره.
[أصت] : أَصَتَتِ الأَرْضُ ، تأصِتُ ، أَصْتاً ، من باب ضرَبَ : إِذا لَمْ يكن فيها بَقْلٌ ولا كلأٌ ، قال ابْنُ دُرَيْد : ليس بثَبتٍ.
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «وأنشده في الأساس هكذا :
من كان لا يدري فإني أدري |
|
ما زال مجنونا على است الدهر |
ذا جسد ينمى وعقل يحري |
|
هبة لأخوانك يوم النحر» |
وردت في الأساس في مادة ستة ...
(٢) في معجم البلدان : «أسيوت بالفتح ثم السكون وياء مضمومة» ومثله في التكملة.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وفي الأساس الخ ذكره في مادة «ستة».
(٤) في التكملة : الأسْدِي.
(٥) وفي معجم البلدان بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف (أستوا). معناه بلسانهم : المضحاة والمشرقة. وبهامش المطبوعة المصرية : «أستواء بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح المثناة من فوقها أو ضمها وبعدها واو وألف ناحية بنيسابور ، انظر تقويم البلدان.»
(٦) عن معجم البلدان.
(٧) في القاموس : جماعة من المحدثين من أهل أصفهان.