تاءً. وذكر الزَّمخْشَرِيّ قولاً آخرَ ، وهو : أَنَّه من حنو فوَقَعَ فيه التَّقْدِيم والتّأْخير كطاغُوت ، وعليه فموضِعهُ المُعْتَلُّ. وذكره الجَوْهَرِيّ هُنَاكَ على ما سيأْتي عليه الكلام. قال أَبو حنيفةَ والنِّسْبَةُ إِلى الحانوت حانِيٌّ وحانَوِيٌّ. قال الفَرّاءُ : ولم يقولُوا : حانُوتِيّ. قال ابنُ سِيدَهْ : وهذا نَسَبٌ شاذٌّ البَتَّةَ ، لا أَشَذَّ منهُ ، لأَنّ حانُوتاً صحيح ، وحانيٌّ وحانَوِيٌّ معتَلّ ، فينبغي أَن لَا يُعْتَدَّ بهذا القول. ووقع في نسخة شيخنا : حانُوتِيّ ، بالتّاءِ بدل حانَوِيّ ، وقال : هذا المُوَافق للأَصل الّذي أَخْتَارُه ، الجاري على قَواعد التَّصريف ، ثم ردَّه لقول الفَرّاءِ. وهو غلط ، وفي كلامه خَبْط. فتأَمَّلْ.
[حضرموت] : * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : حَضْرَمَوْت ، وهي : مدِينَة مشهورة باليَمَن ، وقبيلة ، وذكرهُ المؤلِّف في حَضَرَ ، وكان ينبغي التَّنْبيهُ عليه هُنا ؛ لأَنها صارت كلمةً واحدةً بالتّركيب.
[تكملة مادة حنت] : * وممّا يُستدرَكُ عليه أَيضاً (١) : ما في التَّهْذيب ، عن أَبي زيد : رَجُل حِنْتَأْوٌ ، ومَرْأَة (٢) حِنْتَأْوَةٌ ، وهو الّذي يُعْجبُ بنفسه ، وهو في أَعين النّاس صغير. وهذه اللفظة ذكرها المُصَنِّف في : حتأَ ، تَبَعاً لابْن سِيده ، وقد تقدَّم هناك. قال الأَزهريّ : أَصلُها ثلاثِيّة ، أُلْحِقَت بالخُماسِيّ بهمزة وواوٍ ، زِيدتا فيها فكان ينبغي أَن ينبِّه عليها هنا.
[حوت] : الحُوتُ : السَّمَكَةُ ، كما في الصّحاح. وفي المُحْكَم : الحُوتُ : السَّمَكُ ، معروف. وقيل : هو ما عَظُمَ ، وج : أَحْواتٌ ، وحِوَتَةٌ بكسر الحاءِ وفتح الواو ، وحِيتانٌ بالكسر ، وعلى الأَوّل والثّالث اقتصر الجوهريُّ (٣) وابْنُ منظور.
والحُوتُ : اسمُ بُرْجٍ في السَّمَاءِ من الاثْنَيْ عَشَرَ.
وبَنُو الحُوت بْنِ الحارث الأَصْغر بنِ معاويةَ بنِ الحارِث الأَكبر : بطْنٌ من كِنْدَةَ. وقال ابنُ حَبيب : في كِنْدَةَ بنو حُوت ، وهو الحارِثُ بن الحارِث بن مُعاوية بن ثَوْرٍ ، وهو كِنْدَةٌ.
والحُوتُ بنُ سَبُعِ بنِ صَعْبِ بن مُعاوية بنِ كثير بن مالك بن جُشم بن هَمْدانَ ، منهم : الحارثُ الأَعْورُ (٤) بنُ عبدِ الله بن كَعْبِ بن أَسَدِ بن مخلد بن حُوتٍ الفقيهُ صاحبُ عليّ ، رضياللهعنه ، ذكرَه ابنُ الكلْبِيّ. وأَبو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَعَافِريّ ، عُرِفَ بابنِ الحُوتِ ، مُحَدِّث ، من أَهل طُليْطُلَة.
والحَوْتاءُ من النّساءِ ، الضَّخْمَةُ الخاصِرَة ، وفي اللسان : الخاصرتَينِ ، المسترخيةُ اللَّحْمِ.
والحائتُ : الكثِيرُ العَذْلِ.
ومن المَجَاز : حَاوَتَهُ : إِذا راغَمَهُ ، كذا في النُسَخ.
والّذي في الصّحاح ، ولسان العرب ، والأَساس ، وغيرها : راوَغهُ ، وهو الصَّوابُ ، ودافَعهُ ، وشاوَرَهُ ، وكالمَهُ بمُشاوَرَةٍ.
أَو حاوَتَهُ بمعنى كالمَهُ بمُوَاعَدَةٍ ، وهي في البَيْع ، نقله الصّاغانيُّ. وفي الأَساس : حاوَتنِي فلانٌ : راوغنِي وخادَعَنِي ، وظل يُحَاوِتُنِي بخُدَعِهِ : أَي يُدَاوِرُنِي (٥) ، كفعل الحُوت في الماء ، وأَنشد ثعلب :
ظلَّتْ تُحَاوِتُنِي رَمْداءُ داهِيَةٌ |
|
يوْمَ الثَّوِيَّةِ عن أَهْلِي وعن مالي |
وحات الطّائرُ على الشَّيءِ ، يَحُوت : أَي حامَ حَوْلَهُ.
والحَوْتُ ، والحَوَتانُ مُحرَّكةً : حَوَمانُ الطّائرِ حوْل الماءِ.
وفي نسخة : الطَّيْرِ ، والوَحْشِيّ (٦) حَوْلَ الشَّيْءِ. وقد حاتَ بهِ يحُوتُ (٧) قال طرَفةُ بنُ العَبْد :
ما كُنْتُ مَجْدُوداً إِذا غَدَوْتُ |
|
وما لَقِيتُ مِثْلَ ما لقِيتُ |
كطائرٍ ظلَّ بنا يَحُوتُ |
|
يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ |
__________________
(١) حقها أن تكون في آخر مادة حنت ، وتركناها تبعا للشارح.
(٢) في التهذيب : وامرأة. (٥) عن الأساس ، وفي الأصل «يراودني».
(٣) لم يذكر في الصحاح إلا الثالث «الحيتان». (٦) التهذيب : الوحشية.
(٤) بهامش المطبوعة الكويتية : «مات سنة ١٦٥» والصواب أنه مات في خلافة ابن الزبير. (٧) عن اللسان ، وبالأصل «يحوته».