منصور في بَيْتِ اليهوديّ أَيضاً : أَظنُّ هذا تصحيفاً ، قال : والشَّيءُ الحقير الرَّدىءُ يقالُ له : الختِيتُ ، بتاءَينِ ، وهو بمعنى الخسيس ، فصحفه وجعله الخِبيت. وقال الصّاغانيّ : أَصابَ اللَّيْثُ في الإِنشاد ، وأَخطأَ في التفسير ، وأَخطأَ ظنُّ الأَزهريّ. وقال ابنُ عَرَفةَ : أَراد : الخبيث ، بالمُثلَّثة ، فأَبْدل منها التّاءَ للقافية ، كما أَبدلَ منها أَيضاً في قوله :
وأَتانِي اليَقينُ أَنّي إِذا ما |
|
مِتُّ أَوْ رَمَّ أَعْظُمِي مَبْعوتُ (١) |
وفي حديث عَمْرِو بن يَثْرَبِيّ : فقال : إِنْ رأَيت نعْجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً بَخبْتِ الجَمِيشِ فلا تَهِجْها.
خبْتُ الجَمِيشُ برفع خبْت والجَمِيش وخبْتٌ بالتّنوين ، والجَمِيشُ بالرّفع. ويَجوزُ أَنْ يضاف ، فيقال : خبتُ الجَمِيشِ. قال القُتَيْبِيّ : سأَلْت الحِجَازِيِّين ، فأَخْبَروني أَنَّه صَحْراءُ بين الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفيْنِ ، أَي بين المدينة المشْرَّفة والجَارِ (٢) ، يُعرَفُ بالخَبْتِ. والجَمِيشُ : الّذِي لا يُنْبِت.
* ومما يستدرك عليه : الخُبَيْتُ ، مصَغَّراً : ماءٌ بالعَاليَة ، يَشترك فيه أَشْجَعُ وعَبْسٌ. وموضعٌ آخَرُ أَسْفلَ يَنْبُعَ ، يُوَاجِهُ الحَرَّةَ. وقيل : بطريق الشّام.
وخَبَت ذِكْرُه : إِذا خَفِيَ.
والمُخْبِتُ ، كمُحْسِن ؛ لَقَبُ محمّد بن أَحمدَ بن محمّدٍ الشِّيرازِيّ ، كَتبَ عنه محمَّدُ بنُ عبد العزيز القَصّارُ. وأَبو أَحمدَ عليُّ بنُ محمّد بن عليٍّ المُخْبِتُ ، شيخٌ للقَصَّارِ أَيضاً.
وفي حديث أَبي عامرٍ الرّاهب لمّا بلغَه أَنّ الأَنصارَ قد بايَعوا النّبيَّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تَغَيَّرَ وخَبُتَ» قال الخَطَّابيّ : هكذا رُوِيَ بالمُثَنَّاةِ الفَوقيَّة ، يُقَال : رجُل خَبِيتٌ ، أَي : فاسدٌ ، وقيلَ : هو كالخَبِيث بالمُثَلَّثة ، وقد تقدّم. وقيل : هو الحقيرُ الرَّديءُ ، وقد تقدَّم أَيضا. ونقلَ الوُجوهَ الثَّلاثةَ ابنُ الأَثير.
وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : خَبُتَ ، بالمُثَنَّاة ، بمعنى خَبُثَ بالمُثَلَّثَة. قال شيخُنا : وهذا أَغفلَه المُصَنِّف ولم يتعرَّض له ، لا من حيثُ إِنَّه لغة ، ولا من حيثُ إِنّه وردَ في الحديث.
ويُمْكِن الجوابُ عن هذا أَنَّه لم يُهمِلْه ، بل ذكرَه في هذه المادّةِ قبلَهَا بأَسطُر : «والخَبِيثُ» أَي بالمُثَلَّثَة ؛ وأَمّا إِيراد لفظ الحديث ، والإشارة إِلى معانيه ، فليس هذا وظيفتَه ، ولا وهو بصَدَدِه ، فتأَمّلْ.
[ختت] : الخَتُّ : الطَّعْنُ بالرِّماح مُدَارَكاً.
وخَتُّ : ع بجبال عُمَانَ.
والخَتَتُ ، مُحَرَّكَةً : الفُتُورُ والوَهَنُ يَجِدُه الإنسانُ في البَدَنِ ، نقلَه الصّاغانيّ.
والخَتِيتُ : الخَسِيسُ من كل شَيْءٍ ، وهو الرَّدِيءُ الحقيرُ.
والخَتِيت : النَّاقِصُ ، يقالُ شَهْرٌ خَتِيتٌ : أَي ناقِصٌ ، وذا عن كُراع.
وأَخَتَّ الرَّجُلُ : انْكَسرَ ، واسْتَحْيا وسَكَتَ. وزاد في التهذيب : اسْتَحْيا إِذا ذُكِرَ أَبُوهُ (٣). قال الأَخْطَلُ :
فَمَنْ يَكُ عن (٤) أَوائِلنا مُخِتّاً |
|
فإِنَّك يا وَلِيدُ بهم فَخُورُ |
ويُقَال : أَخَتَّ اللهُ فُلاناً ، فهو خَتِيتٌ : أَخَسَّ حَظَّهُ. وفي المُحْكَم : أَخَتَّهُ القولُ : أَحْشَمَهُ. والمُخِتُّ : المنكسِر والمُخْتَتِيءُ نحْو المُخِتّ ، وهو المُتصاغرُ المنكسر وقيل له كَلامٌ أَخَتُّ منه ، فهو مُخِتٌّ. وفي حديث [أَبي] (٥) جَنْدَلٍ «أَنّه اخْتَاتَ لِلضَّرْبِ» قال ابنُ الأَثيرِ : قال شَمِرٌ : هكذا رُوِيَ ، والمعروفُ : أَخَتَّ.
وخُتَّى ، بالضَّمِّ ، هكذا في النُّسَخ ، وفي بعضها بدَلَهُ : كَرُبَّى : د ، ببابِ الأَبْوابِ ، وهو الدَّرْبَنْدُ. وقد تقدَّم.
__________________
(١) بالأصل : أني إذا مت رم أعظمي» وما أثبتناه عن التكملة. وبها المطبوعة المصرية : «قوله وأتاني الخ كذا بخطه وهو غير مستقيم الوزن والذي في التكملة ...» وذكره وفيه ورمّ بدل أو رم.
(٢) في اللسان والنهاية «والحجاز» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله والجار ذكر المجد أن الجار بلد على البحر بينه وبين المدينة الشريفة يوم وليلة».
(٣) كذا بالأصل واللسان نقلا عن التهذيب. وهذه الزيادة لم ترد في التهذيب المطبوع.
(٤) في التهذيب : في أوائله.
(٥) زيادة عن النهاية.