وَمَطْوِيَّة الأَقْراب أَمّا نَهارُهَا |
|
فَسَبْتٌ وأَمّا لَيْلُهَا فذَمِيلُ (١) |
والسَّبْتُ : سَيرٌ فَوقَ العَنَقِ. وقال أَبو عَمْرٍو : هو العَنَقُ ، وقيل : هو ضَرْبٌ من السَّيْر. وفي نسخة : سَيْرٌ للإِبِل.
وسَبتَتْ ، تَسْبِتُ ، سَبْتاً ، وهي سَبُوتٌ ؛ قال رُؤبَةُ :
يَمشِي بِها ذُو المِرّةِ السَّبُوتُ (٢) |
|
وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ خَفٍ نَحِيتُ |
والسَّبْتُ : الحَيْرَةُ والإِطراقُ. والسَّبْتُ : السَّبْقُ في العَدْوِ.
والسَّبْتُ : الفَرَسُ الجَوَادُ الكثيرُ العَدْوِ. والسَّبْتُ : الغُلامُ العَارِمُ الجَرِيّ (٣) أَي كثير الجَرْيِ.
والسَّبْتُ : ضَرْبُ العُنُقِ ، ومن المجاز : سَبَتَ عِلَاوَتَهُ : ضَرَبَ عُنُقَهُ. والسَّبْتُ يَوْمٌ من الأُسْبُوعِ معروفٌ ، وهو السابعُ منه ، وإِنَّمَا سُمِّيَ به ، لأَنَّ الله تعالَى ابتدأَ الخَلْقَ فيه ، وقَطَعَ فيه بعضَ خَلْقِ الأَرْض. ويُقَال : أُمِرَ فيه بنو إِسرائيلَ بقطع الأَعْمَال وتَرْكِها. وفي المحكم : إِنّمَا سُمِّيَ سَبْتاً ، لأَن ابتداءَ الخلْق كان من يوم الأَحَد إِلى يوم الجُمْعَة ، ولم يكن في السَّبْت شيءٌ من الخَلْق قالوا : فأَصبحتْ يومَ السَّبت مُنْسَبِتَةً ، أَي : قد تَمَّتْ وانقَطَعَ العملُ فيها. وقيل : سُمِّيَ بذلك ، لأَنَّ اليهودَ كانوا يَنقطعون فيه عن العَمل والتَّصَرُف ، ج : أَسْبُتٌ ، وسُبُوتٌ. قال الأَزهريّ : وأَخطأَ من قال : سُمِّيَ السَّبتَ ، لأَنَّ اللهَ أَمَرَ بني إِسرائِيلَ فيه بالاستراحة ؛ وخَلَقَ هو ، عَزّ وجَلَّ ، (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ) ، آخِرُهَا يومُ الجُمُعَة ، ثم استراحَ ، وانقطعَ العملُ ، فسُمِّيَ السّابعُ يومَ السَّبْت. قال : وهذا خطأٌ ، لأَنه لا يُعْلَمُ في كلام العرب سَبَتَ ، بمعنى استراحَ ؛ وإِنَّمَا معنى سَبَتَ : قَطَعَ ، ولا يُوصَفُ الله تعالَى وتَقَدَّسَ بالاستراحَة ؛ لأَنّه لا يَتعَبُ ، والرّاحَةُ لا تكون إِلّا بعد تَعَبٍ وشُغل ، وكِلاهما زائلٌ عن الله تعالى. قال : واتَّفَقَ أَهلُ العِلْم على أَنَّ الله تعالَى ابتدأَ الخلقَ يومَ السَّبْتِ ، ولم يَخْلُقْ يومَ الجُمْعَة سماءً ولا أَرضاً. قال : والدَّلِيلُ على صِحَّة ما قال (٤) ، ما رُوِيَ عن عبد الله بْنِ عُمَرَ ، قال : «خَلَقَ اللهُ التراب (٥) يوم السَّبْتِ ، وخلق الحِجارةَ يومَ الأَحَد ، وخلق السُّحُبَ (٦) يومَ الاثْنَيْنِ ، وخلق الكُرومَ (٧) يومَ الثُّلاثاءِ ، وخلق الملائكةَ يومَ الأَرْبعاءِ ، وخلق الدَّوابَّ يوم الخَمِيس ، وخلق آدَمَ يومَ الجُمُعَة ، فيما بينَ العصر وغروب الشَّمْس». قال شيخُنا : وصحّح في شرح المُهَذَّبِ أَنَّ أَوّل الأُسبوع الأَحدُ ، لِما رواه عبدُ اللهِ بن سلامٍ : «إِنّ الله ابتدأَ الخَلْقَ ، فخَلَقَ الأَرْضَ يومَ الأَحَد والاثنين ؛ والسَّمواتِ يومَ الثُّلاثاءِ والأَربِعاءِ ؛ وما بينهما يومَ الخَمِيس والجُمُعَة».
قال القُرْطُبِيّ : وهو قولُ ابنِ مسعود ، وغيرِه من الصَّحابة. وتَعَقَّب البَيْهَقِيُّ ما رواه مُسْلِمٌ ، أَي حديث «خَلَقَ الله التُّرْبةَ يومَ السَّبْت» ، الحديثَ ، بأَنَّه لا يُحْفَظُ ، ومُخَالِفٌ لِأَهْل النَّقْل والحديثِ. قال : وهو الَّذِي جزَمَ به أَبُو عُبَيْدَةَ ، وقالَ : إِنَّ السَّبْتَ هو آخِرُ الأَيّام ، وإِنَّمَا سُمِّيَ سَبْتاً : لأَنَّهُ سُبِتَ فيه خَلْقُ كُلِّ شيْءٍ وعَمَلَه ، أَي : قُطِعَ ، وبه جزم في التفسير في البَقَرة. وقال الجوهَرِيُّ : وسُمِّيَ يومَ السَّبْت ، لِانْقطَاع الأَيّام عندَه. وقال السُّهَيْلِيّ. في الرَّوْض : لم يَقُلْ بأَنَّ أَوَّلَهُ الأَحَدُ ، إِلّا ابْنُ جَرِيرٍ ، واستدلّ له في شرحِ المُهَذَّب بخَبَرِ مُسْلم عن أَبي هُرَيْرَةَ السّابق ، ولهذا الخَبَر صَوَّب الإِسْنَوِيُّ ـ كالسُّهَيْلِيِّ ، وابن عَسَاكرٍ ـ أَنّ أَوّلَهُ السَّبْت ، انتهى. والسَّبْتُ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ السُّبَاتِ ، أَي : النَّوْم. والسَّبْت : الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ المُطْرِقُ كالسُّباتِ ، بالضَّمِّ.
والسَّبْتُ : قِيامُ اليَّهُودِ ، لعَنَهُم الله تعَالى ، بأَمْرِ السَّبْت. وفي لسان العرب : بأَمْرِ سَبْتِهَا. وقد سَبَتوا ، يَسْبِتُون ، ويَسْبُتُون. قال تعَالى : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) (٨) ، والفِعْل : كَنَصَرَ ، وضَرَبَ.
__________________
(١) الأصل والصحاح. وفي اللسان والتهذيب : «فزميل». والذميل : السير اللين ما كان ، أو فوق العنق.
(٢) الأصل : «تمشي ... الثبوت» وما أثبت عن اللسان ، وهما في التهذيب باختلاف.
(٣) في القاموس والتكملة : الجريء.
(٤) أي ابن الانباري ، وقد نقل الأزهري كلامه.
(٥) الأصل والتهذيب ، وفي اللسان : التربة.
(٦) في التهذيب : الشجر ، وفي اللسان : السحاب.
(٧) اللسان والأصل ، وفي التهذيب : المكروه.
(٨) سورة الأعراف الآية ١٦٣.