سَبْتةَ ، كان معاصراً لِلِسان الدِّين بن الخَطِيب ، وبينهما مُصَادَقَةٌ ومُكاتبَة ، وهو من ذُرِّيَّة أَبي الطّاهر الّذي خرَجَ من صِقِلِّيَةَ ، وكانت لهم بِسَبتَةَ وَجَاهَةٌ ، أَعادَها اللهُ دارَ إِسلامٍ.
وبخطّ ابْنِ خِلِّكان : أَبو العَبّاس أَحْمَد بْنُ هارون الرَّشيدِ العَبّاسِيّ السَّبْتِيّ الزّاهد ، قبرُه ببغدادَ ، منسوبٌ إِلى يوم السَّبْت ؛ لأَنَّه تركَ الدُّنيا ، ورَمَى ولايَته ، وكان يَتكسَّبُ بيدِه في يوم السّبت ، ويُنْفِقُه في بقيّة الأُسبوع ، ويتفرّغ للعبادة ، تُوُفّيَ سنة ٢٨٣ ، وذكره ابنُ الجوْزي في صفة الصّفوة (١).
والسَّبِتُّ ، كَفِلزٍّ : الشِّبِتُّ بوزنه ، وسيأْتي في الشِّين ، وهما مُعَرَّبَا شِوِذَّا (٢) ، بكسر الشّين والواو ؛ وقال أَبو حنيفةَ : السِّبِتُّ نَبتٌ ، معرَّبٌ من شِبِتٍّ ، قال : وزعَم بعضُ الرُّواة أَنّه السَّنُّوتُ ، كذا في اللّسان. وقرأْتُ في كتابِ المُعَرَّب للجَوالِيقيّ ، ما نصه : قال الأَزْهريُّ : وأَمَّا الشِبِتّ (٣) ، لهذه البَقْلةِ المعروفة ، فهي مُعَرّبة. قال : وسَمِعتُ أَهل البَحْرَيْنِ يقولون لها «سِبِتٌّ» بالسّين غيرَ معجمةٍ وبالتّاءِ (٤) ، وأَصلها بالفارسيّة شِوِذْ ، وفيها لُغَة أُخرَى : سِبِط ، بالطّاءِ ، انتهى.
وفي الحِلْيَةِ الشّرِيفَة : كان في وَجْهِهِ انْسِباتٌ ، أَي : طُولٌ وامْتِدادٌ ، نقله الصّاغَانيّ.
* ومِمّا يُسْتَدرَكُ عَليْه : أَسْبَتَتِ (٥) الحَيَّةُ ، إِسْبَاتاً : إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ ، وقال :
أَصَمُّ أَعْمَى لا يُجِيبُ الرُّقَى |
|
من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْبَاتٍ |
والسَّبْتُ : الأُسبُوع ، [و] في الحديث : «فما رأَينا الشَّمْسَ سَبْتاً» قيل : أَرادَ أُسْبُوعاً ، من السَّبْت إِلى السَّبْت ، فأَطلقَ عليه اسمَ اليوم ، كما يُقَال : عِشرونَ خَرِيفاً ، ويُراد عِشْرُونَ سَنةً. وقيل : أَراد بالسَّبْتِ : مُدّةً من الزّمان ، قليلةً كانت أَو كثيرَةً. وقد تقدّم.
وحكى ثَعْلَب عن ابن الأَعرابيّ : لا تَكُ سَبْتِيّاً ، أَي ممّن يَصوم السَّبْتَ وَحْدَهُ.
ومن الأَعْلام : أَبو محمّدٍ سَبْتِيُّ بنُ أَبي بكرِ بْنِ صَدَقةَ البغداديّ ، من شُيوخ الدِّمْياطيّ ، هكذا قَيَّده في مُعجَمه بلفظ النِّسْبَة ، كمَكِّيٍّ وحَرَمِيٍّ.
[سبخت] : سُبُّخْت (٦) ، بضمِّ السِّينِ والباءِ المُشَدَّدَةِ وسكون الخَاءِ المُعْجَمَة ، ومنهم من فَتَحَ السِّينَ ، مُعَرَّب ، أَو عَرَبيُّ : أَهمله الجماعةُ. وهو لَقَبُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وأَنشد ثعلب :
فخُذْ من سَلْحِ (٧) كَيْسانَ |
|
ومن أَظْفارِ سُبُّخْتِ |
وسُبُّخْت ، أَيضاً : جَدُّ أَبي بكرِ محمّدِ بن يُوسُفَ الدِّينَوَرِيّ ، حدّث عن أَحمدَ بْنِ محمّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ البَرْدَعِيّ ، وعنه عِيسَى بْنُ أَحمدَ بنِ زيدٍ الدِّيَنَوَرِيِّ ، ومات في سنة ست وثلاثين وثَلاثِمائَة.
* ومِمّا يُسْتَدَرَكُ عَليْه : سُنْبُخْت ، بالضَّمّ وسكون النّون وضمّ الموحَّدة وسكون الخاءِ المعجمة : مِصْرِيّ ، فارِسيّ ، ذكره ابنُ يونُسَ عن ابن غفير.
وبالكسر ثمّ ياء ، سِيبَخْت : جَدّ أَبي الفتح إِبراهِيمَ بْنِ عليّ بن إِبراهيم بنِ الحسين بن محمَّد الكاتب ، آخِر منْ رَوى عن أَبي القاسم البَغويّ.
وسُمْبُخْت ، بالضَّمّ ومِيم بدل النَّون : قرية بمِصْرَ من أَعمال المنصورة.
[سبرت] : السُّبْرُوت ، كزُنْبُورٍ : الأَرْض الصَّفْصَفُ (٨) ، وفي الصِّحاح : السُّبْروتُ من الأَرضِ : القَفْرُ ، والسُّبْروتُ : القاعُ لا نَبَاتَ فِيهِ.
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله صفة الصفوة كذا بخطه والصواب صفوة الصفوة كما في كشف الظنون».
(٢) «شوذا» عن القاموس ، وبالأصل : شوذ.
(٣) في التهذيب : الشِّبِث «بالثاء المثلثة».
(٤) زيد في التهذيب : قلبوا الشين سينا والذال تاء» وانظر التكملة (سبت). واللسان (شبث).
(٥) الأصل والتهذيب ، وفي اللسان : أسبت.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «سبوخت بضم السين والباء الفارسية والواو ممدودة والخاء ساكنة ماضي سبوختن بمعنى طعن أو معرّب زمخت بضم الزاي والميم والخاء المعجمة والتاء ساكنتان كذا بهامش المطبوعة» يعني نسخة التاج الناقصة.
(٧) عن اللسان ، وبالأصل ، «سلخ».
(٨) عن اللسان ، وبالأصل «الضعيف».