ما لم يركع ، واختاره ابن إدريس ، ومذهب السيد في المصباح رجوع الساهي دون العامد ، واختاره المصنف والعلّامة ، لأنّ الأذان والإقامة من وكيد السنن ، والمحافظة عليهما يقتضي تداركهما مع النسيان ، لأنّه محل العذر ، ومع تعمد الترك يكون قد دخل في الصلاة دخولا مشروعا غير مريد للفضيلة ، فلا يجوز له الابطال لقوله تعالى (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (٣٦).
وانما يستحب الرجوع مع ترك الأذان والإقامة معا ، فلو أتى بالإقامة حرم الرجوع إجماعا.
قال رحمهالله : والأذان على الأشهر ثمانية عشر فصلا.
أقول : هذا هو المشهور بين الأصحاب لا يختلفون فيه ، وانما الخلاف في الروايات ، ففي رواية الحضرمي (٣٧) ، عن ابي عبد الله عليهالسلام : اثنان وأربعون ، يجعل التكبير في آخر الأذان كأوله ومساواة الإقامة للأذان ، وفي رواية أخرى (٣٨) : أربعة وثلاثون ، يجعل فصول كل منهما مثنى مثنى ، وفي رواية (٣٩) : تسعة وعشرون (٤٠) يجعل للإقامة مرة مرة إلّا التكبير فإنّه مثنى مثنى.
قال رحمهالله : ولو ارتدّ في أثناء الأذان ثمَّ رجع استأنف على قول.
أقول : يعتبر في المؤذّن الإسلام والعقل ، فلو ارتد في أثناء الأذان ثمَّ رجع استأنف إن طال الزمان ، بحيث يخرج عن الموالاة ، ولو حصلت الموالاة تمم ، ولو كان الارتداد بعد الكمال لم يؤثر في الأذان شيئا ، وأقام غيره.
__________________
(٣٦) محمد : ٣٣.
(٣٧) الوسائل ، كتاب الصلاة ، باب ١٩ ، حديث ٩ ، ما ذكره المصنف غير ظاهر منها.
(٣٨) الوسائل ، كتاب الصلاة ، باب ١٩ من أبواب الأذان والإقامة ، حديث ٤ وحديث ٨.
(٣٩) الوسائل ، كتاب الصلاة ، باب ٢٢ من أبواب الأذان والإقامة ، حديث ٣.
(٤٠) في «ن» و «ر ١» : سبعة وعشرون.