قال رحمهالله : النية ، فهي إما ركن وإما شرط في صحته ، وهي بالشرط أشبه.
أقول : الفرق بين الركن والشرط أن :
الشرط : هو ما يتوقف عليه صحة المشروط ، والشرط متقدم على المشروط وليس جزءا منه ، ومع فقده يتبيّن بطلان الفعل من أصله.
والركن : جانب الشيء الأقوى الذي لا يقوم ذلك الشيء بدونه ، وهو جزء منه ، ومع فقده يتبيّن بطلان الفعل من حينه.
فإذا عرفت هذا ، فهل النية ركن في الصوم أو شرط فيه؟
يحتمل كونها ركنا فيه ، لجواز تلافيها إلى الزوال ، وليس الشرط كذلك لعدم جواز التلافي ، لوجوب تقديمه على الفعل ، وإنما يتلافى ما هو داخل في ماهية الفعل.
ويحتمل كونها شرطا ، كالإسلام والطهارة والعقل لتقدمها عليه ، والركن ليس كذلك ، إذ هو داخل في ماهية الفعل ، ولأن مع الإخلال بها إلى بعد