وَيشُدَّه ، ولا يَعْتَمِدَ على رَاحَتَيْه ، ولكنْ يَعتمِد على جَبينه.
قال الأَزهريّ : حكَى شَمِرٌ هذا عن عبد الصَّمدِ بن حَسَّان ، عن بعضِ العَرب. قال (١) : وكنْتُ سأَلتُ ابنَ مُناذِرٍ عن الانتحاءِ في السُّجود فلم يَعرِفه. قال : فذكَرْتُ له ما سَمِعتُ ، فدَعَا بدَواته وكَتَبَه بِيَدِه ، كذا في اللِّسان.
والتَّرِحُ ككَتِفٍ : القَليلُ الخَيْرِ ، قال أَبو وَجْزَةَ السّعديّ يَمدَح رَجُلاً :
يُحَيُّونَ فَيّاضَ النَّدَى مُتَفضِّلاً |
|
إِذا التَّرِحُ المَنّاعُ لمْ يَتفَضَّلِ |
والتَّرح ، بالفتح (٢) الفَقْرُ ، قال الهُذلَيّ :
كَسَوْتَ (٣) على شَفَا تَرحٍ ولُؤْمٍ |
|
فأَنتَ على دَرِيسِكَ مُسْتَميتُ |
وروى الأَزهريّ بإِسناده عن عليّ بن أَبي طالبٍ رضياللهعنه قال : «نَهاني رَسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن لِبَاسِ القَسِّيِّ المُتَرَّح ، وأَن أَفترِشَ حِلْسَ دَابَّتي الّذي يَلِي ظَهْرَها ، وأَن لا أَضَعَ حِلْسَ دَابَّتي على ظَهْرِها حتّى أَذكُرَ اسمَ اللهِ ، فإِنّ عَلَى كُلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطاناً ، فإِذا ذَكرْتم اسمَ اللهِ ذَهَب» ، وهو من الثِّياب ما صُبِغَ صِبْغاً مُشْبَعاً.
والمُتَرَّحُ (٤) من العَيْشِ : الشَّديد. والمُتَرَّحُ من السَّيل : القَليلُ وفيه انْقِطاعٌ.
وقال ابن الأَثير : التَّرَح : ضِدُّ الفَرَح ، وهو الهَلاكُ والانقطاعُ أَيضاً.
والمُتْرِح كمُحْسِن ، وفي نسخة : كمُكرِم : مَنْ لا يَزَال يَسمَع ويَرَى ما لَا يُعْجِبه.
* ومما في الصّحاح واللسان (٥) وأَغفله المصنّف : ناقةٌ مِتْراحٌ : يُسْرِعُ انقطاعُ لَبَنِها ، والجمعُ المَتارِيح.
وتَارَحُ ، كآدَمَ : أَبو إِبراهيمَ الخَليلِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلَى نَبّينا ، بناءً على أَنّ آزَرَ عَمُّه وأَطلقَ عليه أَباً مجازاً ، وفيه خلافٌ مشهور ، قاله شيخنا.
[تسح] : و [تشح] : التُّشْحَة ، بالضّمّ : الجِدّ (٦) والحَمِيَّة ، قاله أَبو عمرو ، والأَصل وُشْحَة. قال الأَزهريّ : أَظنّ التُّشْحة في الأَصل أشْحَة ، فقُلبِت الهمزةُ واواً ، ثم قُلبِت تاءً ، كما قالوا : تُراثٌ وتَقْوَى.
قال شَمِرٌ : أَشِح يَأْشَح (٧) ، إِذا غَضِبَ. ورَجلٌ أَشْحانُ ، أَي غَضبانُ. قال الأَزهريّ : وأَصْلُ تُشْحةٍ أُشْحَةٌ ، من قولك : أَشِحَ قال الطِّرِمّاحُ بن حَكيمٍ الشاعرُ يَصِفُ ثَوراً :
مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْه حَمِيَّةٌ |
|
عَلى تُشْحَةٍ من ذَائِدٍ غَيْرِ وَاهِنِ |
أَي على حَمِيَّةِ غَضَبٍ ، وقال الأَزهريّ : قال أَبو عَمرٍو : أَي عَلَى جِدٍّ وحَمِيَّة. والذائدُ : الدَّافعُ. وغير واهن : غير ضَعِيف. ومَلاً : جمعٍ مَلاةٍ : الصّحراء. وقول شيخنا : ولكنه في فصل الواوِ أَعرضَ عن هذا الأَصلِ ، ولم يَظْهَر له فيه كَلامٌ فَصْلٌ ، فلا يَخْلُو عن نَظرٍ وتَأَمُّلٍ.
لا يَخْفَى أَنّ الأَوفَقَ إِيرادُه في «أَشح» لِمَا نَقَله الأَزهريُّ عن شَمِرٍ وأَقرَّه على ذلك ، لأَنّ أَصلَه «أَشح» لا «وشح» ، فلا نَظَرَ في إِعراضِه عنه في فصلِ الواو. نعم كان يَنبغِي أَن يُورِدَه في «أَشح» ونحن قد أَشرنا هنالك إِليه.
والتُّشْحَة : الجُبْنُ والفَرَقُ ، أَو الحَرْدُ (٨) وخُبْثُ النَّفْسِ والحِرْصُ ، كالتَّشَحِ ، محرَّكةً ، في الكُلِّ. ولكن المنقول عن كُراع في الحَرْد والغَضَب هو «التُّسْحَة» بالسين المهملة ، كما أَورده ابن سيده في المحكم نقلاً عنه. قال : ولا أُحِقُّها.
ورجل أَتْشحُ ، هذا بناءً على أَن التّاءَ أَصليّةٌ ، وليس كذلك. وإِنّما الصّواب : رَجُلٌ أَشْحانُ وامرأَةٌ أَشْحَى ، وقد تقدّم في بابه.
[تفح] : التُّفَّاح : هذا الثَّمَرُ م ، وهو بضَمٍّ فتشديدٍ ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته ، واحدتُه تُفّاحَةٌ. وذُكِر عن أَبي الخَطّاب أَنه
__________________
(١) القائل شمر كما في التهذيب.
(٢) يعني بفتح الراء ، ومثله في اللسان ، وفي التهذيب والتكملة بإِسكان الراء هنا وفي الشاهد الآتي.
(٣) عن التهذيب وبالأصل «كسرت».
(٤) عن التكملة وبالأصل : الترح.
(٥) ومثلهما في التهذيب.
(٦) في إِحدى نسخ القاموس : الحَدّ.
(٧) عن اللسان ، وبالأصل : يشح.
(٨) ضبطت في التكملة ومثلها في اللسان.