عنَى بالسَواعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام ، وزَعموا أَن النعَامَ والكَرَى لا مُخَّ لهما.
وقال الأَزهريّ في شَرْح هذا البيتِ : سواعِدُ الظَّلِيم (١) أَجْنِحَتُه ، لأَن جَناحَيْه ليسا (٢) كاليَدَيْنِ ، والزَّمْخَرِيّ في كلِّ شيْءٍ : الأَجْوَفُ مثْل القَصَبِ. وعِظَامُ النَّعَامِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها. والحَتُّ : السَّرِيعُ. والبُرَايَة : البَقِيَّةُ. يقول : هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ ، أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه.
والسُّعْدُ ، بالضّمّ : من الطِّيبِ. والسُّعَادَى ، كحُبَارَى مثّلُه ، وهو طِيبٌ م أَي معروف.
وقال أَبو حنيفة : السُّعْد من العُرُوقِ : الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرُومةٌ مُدَحْرَجَة ، سَودَاءُ صُلْبَة كأَنَّها عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة ، والجمْع سُعْدٌ. قال : ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى ، والجَمْع : سُعَادَيَات.
وقال الأَزهريُّ : السُّعْد : نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ ، أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ.
والسُّعَادَى نَبْت آخَرُ. وقال الليث : السُّعَادَى : نَبْتُ السُّعْدِ. وفيه (٣) مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا ، كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ.
وساعِدَةُ : اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَة لا يَنصرف ، مثل أُسَامَةَ ، وَرَجُلٌ أَي عَلَمُ شَخْص عليه.
وبنو ساعدةَ : قومٌ من الأَنصار من بني كَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدةَ ، منهم سَعْدُ بن عُبَادَةَ ، وسَهْل بن سَعْدٍ ، الساعِدِيَّانِ ، رضِيَ الله عنهما ، وسَقِيفَتُهُم بِمَكَّةَ ، هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ ، والأُصول المقروءَة.
ولا شَك في أَنه سَبْقُ قَلَمٍ ، لأَنه أَدرَى بذلك ، لكثرةِ مجاوَرتِهِ وتردُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفين. والصّواب أَنها بالمَدِينة. كما وجدَ ذلك في بعض النُّسخ علَى الصواب ، وهو إِصلاحُ من التلامذة. وقد أَجمعَ أَهْلُ الغريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السِّيَرِ أَنَّها بالمدينة ، لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ ، وهي بمنزِلَةِ دارٍ لهم وَمَحَلّ اجتماعاتِهم. ويقال : كانوا يَجتمعون بها أَحياناً.
والسَّعِيد كأَمير : النَّهْرُ الّذي يَسقِي الأَرضَ بظواهِرها ، إِذا كان مُفْرَداً لها. وقيل هو النَّهر الصغير ، وجمْعه : سُعُدٌ ، قال أَوْسُ بن حَجَر :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةٌ |
|
نَخْلٌ مَواقِرُ بَيْنَها السُّعُدُ(٤) |
وسَعِيدُ المَزْرَعَةِ : نَهرُهَا الّذي يَسقِيها. وفي الحديث : «كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ».
والسَّعِيدَةُ ، بهاءٍ : بَيت كانَت رَبيعةُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ في الجاهليّة. هكذا في النُّسخ. وهو قول ابن دُريد قال : وكان قريباً من شَدَّاد (٥).
وقال ابن الكَلبيّ : على شاطىءِ الفُرات ، فقولُه : بأُحُدٍ. خَطاٌ.
والسَّعِيدِيَّة : ة بمصر نُسِبتْ إِلى المَلِك السَّعِيد.
والسَّعِيد والسَّعِيديّة : ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ ، كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى بني سَعِيد.
وسَعْدٌ : صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ (٦) بنِ كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ ، مِمَّا يَلِي جُدَّةَ ، قال الشاعر :
وهل سَعْدُ إِلَّا صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ |
|
من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيٍّ ولا رُشْدِ |
ويقال : كانت تَعبده هُذَيْلٌ في الجَاهِلِيّة.
وسُعْدٌ ، بالضّمّ : ع قُرْبَ اليَمَامَةِ ، قال شيخُنَا : زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ : قُرْبَ المدينة.
__________________
(١) عن التهذيب وبالأصل «الظيم» تحريف.
(٢) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : له.
(٣) وضعت «الواو» في الأصل خارج الأقواس ، وهو خطأ فهي من أصل القاموس.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله نخل مواقر ، كذا في التكملة ، وقال الدينوري : السعد في هذا البيت ضرب من التمر ، وإنشاده :
تحل بزأرة حملها السُّعُدُ
وسيأتي استشهاد الشارح به موافقاً لما قاله الدينوري ، وكذلك اللسان ، وورد في التهذيب بالروايتين شاهداً على السُّعُدُ أنها الأنهار واحدها سعيد ، وعلى أن السُّعُدُ ضرب من التمر.
(٥) الجمهرة ٢ / ٢٦٢. «سنداد» ومثله في معجم البلدان والتكملة.
(٦) في اللسان ومعجم البلدان ملكان بكسر فسكون وفي الصحاح : «لبني مالك» وفي معجم البلدان : كان لمالك وملكان ابني كنانة.