وبَنَاتُ صَعْدَةَ ، بالفتح : حُمُرُ (١) الوَحْشِ ، والنِّسْبَة إِليها : صاعِديٌّ ، على غيرِ قياسٍ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
فَرَمَى فأَلْحَقَ صاعِدِيًّا مِطْحَراً |
|
بالكَشْحِ فاشْتَمَلَتْ عليه الأَضْلُعُ |
والصَّعْدَةُ بالفتح : القَنَاةُ ، وقيل : هي : المُسْتَوِيَةُ التي تَنْبُتُ كذلك لا تَحْتَاج إِلى التَّثْقِيف. قال كَعْبُ بن جُعَيلٍ ، يَصفُ امرأَةً ، شَبَّهَ قَدَّهَا بالقَنَاة :
فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها |
|
لاحَتِ السّاقُ بخَلْخالٍ زَجِلْ |
صَعْدةٌ نابِتةٌ في حَائِرٍ |
|
أَيْنَمَا الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ |
وكذلك القَصَبَةُ. والجمع : صِعَادٌ.
وقيل : الصَّعْدة : الأَتانُ وفي الحديث : «أَنَّه خَرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُهَا حُذَاقِيُّ عليها قَوْصَفٌ لم يَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُهَا».
الصَّعْدَةُ : الأَتَانُ الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ ، والحُذَاقِيُّ : الجَحْشُ والقَوْصَفُ : القَطِيفةُ ، وقَرْقَرُهَا : ظَهْرُها.
والصَّعْدةُ : الأَلَّةُ ، بفتح الهمزة ، وتشديد اللّام ، وهي أَصغرُ من الحَرْبَةِ ، وقيل هي نَحْوٌ من الأَلَّةِ. وفي بعض النسخ : الأَكَمة ، بدل الأَلَّة ، وهو تحريف.
وصَعْدَةُ عَنْزٌ ، اسم له ، نقله الصاغانيُّ. والصَّعْدَة : اسمُ فَرَس ذُؤَيْبِ بنِ هِلالِ بن عُوَيْمِرٍ الخُزَاعِيّ.
وصَعْدةُ : ع بل مدينةٌ كَبِيرةٌ باليَمَنِ معرِفة ، لا يَدْخُلها الأَلفُ واللَّام ، بينها وبين صَنْعَاءَ سِتُّونَ فَرْسَخاً. منه مُحَمَّد بن إِبراهِيمَ بنِ مُسْلِمٍ الصَّعْدِيّ ، يُعرَف بابن البَطَّال ، سكَن المَصِيصةَ ، عن سَلَمَةَ بنِ شَبِيبٍ ، وعنه حَمْزةُ بنُ محمّدٍ الكِنَانِيّ. كذا أَورده ابن الأَثير.
وصَعْدَةُ : ماءٌ جَوْفَ عَلَمَيْ بَنِي سَلُولَ ، وصَعْدَةُ : ع لبني عَوْف.
ومن المجاز : قولهم : صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا وكذا فصاعِداً ، أَي فما فَوقَ ذلك ، وفي الحديث : «لا صَلَاةَ لمن لم يَقْرَأْ بفاتحةِ الكتاب فصاعِداً» أَي فما زَادَ عليها ، كقولهم : اشتريتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً ، قال سيبويه : وقالوا أَخذْتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً ، حذَفُوا الفِعْلَ لكثْرةِ استِعمالِهم إِيَّاه ، ولأَنَّهم أَمِنُوا أَن يكونَ على الباءِ ، لأَنك لو قلْتَ : أَخذْتُه بِصاعدٍ كان قبيحاً ، لأَنه صِفةٌ ، ولا يكون في موضع الاسمِ ، كأَنه قال : أَخذْتُه بدرْهمٍ فزادَ الثَّمَنُ صاعداً ، أَو فَذَهَب صاعداً ولا يَجُوز أَن تَقول : وصاعِداً ، لأَنّكَ لا تُريد أَن تُخْبِر أَنَّ الدِّرهمَ مع صاعدٍ ثَمَنٌ لشيُءٍ ، كقولك بدرهم وزيادة ، ولكنك أخبرْتَ بأَدْنَى الثَّمنِ فجعَلْته أَوَّلاً ، ثم قَرَّرْت شيئاً بعْدَ شَيْءٍ. لأَثمانٍ شَتَّى ، قال : ولم يُرَد فيها هذا المعنى ، ولم يُلْزِم الواوُ الشَّيْئَيْن (٢) أَن يكون أَحدُهما بَعْد الآخَرِ.
وصاعداً (٣) بدل مِن زادَ ويَزيد ، وثُمَّ مثْلُ الفاءِ إِلا أَنَّ (٤) الفاءَ أَكثرُ في كلامِهِم.
قال ابن جنّي : وصاعِداً : حالٌ مؤكِّدةٌ ، أَلَا تَرَى أَن تقديرَه : فزادَ الثَّمَنُ لم يكن إِلَّا صاعِداً ، ومعلومٌ أَنَّه إِذا زادَ الثَّمَنُ لم يكن إِلَّا صاعِداً ، ومثله قوله :
كَفَى بالنَّأْيِ مِنْ أَسْمَاءِ كافِ
غير أَنّ للحالِ هنا مَزِيَّةً ، أَعْنِي في قوله : فصاعِداً ، لأَن صاعداً نابَ في اللَّفظِ عن الفِعْل الذي هو زاد ، وكاف : ليس نائباً في اللَّفْظِ عن شيْءٍ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ له ، الّذي هو : كَفَى ، ملفوظٌ بِه معه.
والصَّعْداءُ ، بفتح فسكون ، وضبطه بعضُ أَئمّة اللُّغَة بالضّمّ (٥) ، كالّذي يأْتي بعدَه ، والأَوّلُ الصّوابُ : المَشَقَّةُ كالصُّعْدُدِ بالضّمّ ، نقلهما الصاغَانيّ.
والصُّعَداءُ كالبُرَحاءِ : تَنَفُّسٌ ممدودٌ طَوِيلٌ ، ومنهم من قَيَّدَه : إِلى فَوْقُ ، وقيل هو التَّنَفُّس بِتَوجُّع ، وهو يَتَنَفَّس الصُّعَدَاءَ ، ويتنفَّس صُعُداً ، وتَصَعَّدَ النَّفَسُ : صَعُبَ مَخْرَجُه.
وفي التنزيل : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) (٦) قيل :
__________________
(١) اللسان : «حمير الوحش» وفي الصحاح فكالأصل والقاموس.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ولم يلزم الواو الخ لعله : ولم يلزم الواو التي لأحد الشيئين».
(٣) اللسان : وصاعدٌ.
(٤) بالأصل «لأن الفاء ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله لأن الفاء .. الصواب أن يقول : إلّا أن الفاء» وهو ما أثبتناه.
(٥) في اللسان : والصُّعَداءُ : المشقة.
(٦) سورة النساء الآية ٤٣ والمائدة الآية ٦.