بالقَلْب ، وقد ضَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ ضَمَداً ، أَي أَحِنَ عليه ، قال النّابغَةُ :
وَمنْ عَصَاكَ فعاقِبْهُ مُعَاقَبَةً |
|
تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد |
وقال أَبو يُوسُفَ : سَمعْتُ مُنْتَجِعاً الكلابيَّ ، وأَبا مَهْدِيٍّ يَقُولان : الضَّمَدُ : الغابرُ الباقي من الحَقِّ ، تقول لنا عندَ بَني فُلان ضَمَدٌ ، أَي غابِرٌ من حَقٍّ ، من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن.
ومن المجاز : أَضْمَدَهُمْ : جَمَعَهُمْ عن الصاغانيِّ.
وأَضْمَدَ العَرْفَجُ : تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم تَبْدُرْ منه ، أَي كانَتْ في جَوْفه ولم تَظْهَرْ.
وسَمَّوْا ضِمَاداً ، ككِتَابٍ ، منهم : ضِمَادُ بن ثَعْلَبَةَ ، صحابيُّ مشهور.
* ومما يستدرك عليه :
قال أَبو مالكٍ : اضْمِدْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ ، أَي شُدَّهَا. وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ.
والضَمَدُ ، محرَّكَةً : الظُلْمُ.
وضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً ، بالتحريك ، إِذا اشْتَدَّ غَيْظُه وغَضَبُه. وفَرَّق قومٌ بينَ الضَّمَد والغَيظ. فقالوا : الضَّمَدُ : أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدرُ عَلَيْه ، والغَيْظُ : أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدِرُ عليه ومَن لا يَقْدِرُ عليه ، يقال : ضَمِدَ عليه ، إِذا غَضِبَ عَلَيْه. وقيل : الضَّمَدُ : شِدَّةُ الغَيْظِ.
وأَنا على ضِمَادَةٍ من الأَمْر ، أَي أَشْرَفْتُ عليه.
والمِضْمَدَةُ : خَشَبَةٌ تُجْعَلُ على أَعناق الثَّوْرَيْن ، في طَرَفهَا ثَقْبَانِ ، في كُلِّ واحدةٍ (١) منها ثُقْبَةٌ ، بينهما فَرْضٌ في ظَهْرِهَا ، ثم يُجْعَلُ في الثَّقْبَيْن خَيْطٌ يَخْرُجُ طَرَفاه من باطن المِضْمَدة ، ويُوثَقُ في طَرَف كُلِّ خَيْط عُودٌ ، يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْر بَيْنَ العُودَيْن.
والضَّامدُ : الّلازمُ ، عن أَبي حنيفةَ.
وعَبْدٌ ضَمَدَةٌ : ضَخْمٌ غَليظٌ ، عن الهَجَريّ.
وفي الحديث : «أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ الله ، صلىاللهعليهوآلهوسلم عن البَدَاوَة ، فقال : اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّكَ أَن تَكُونَ بجانبِ ضَمَدٍ» هو بالتحريك (٢) : موضع باليَمَن. كذا في اللسان.
قلت : وهو وادٍ مُتَّسعٌ مُخْصِبٌ (٣) ، كَثيرُ القُرَى والعِمَارات ، قريبٌ من جَازَانَ ، ونُسب إِليه جماعةٌ من أَهْل العلْم.
وفي الأَساس ، من المجاز : ضَمَدَ رأْسَه بالسَّيْف ، مثْلُ عَمَّمَه.
[ضود] : الضّادُ حرْفُ هجَاءٍ ، وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ ، وهو أَحدُ الحُروف المُسْتَعْليَة ، يكون أَصْلاً ، لا بَدَلاً ، ولا زائداً ، وهو للعَرَب خاصَّةً ، أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ فلا يُوجَدُ في لُغَات العَجَم وهو الصّوابُ الذي أَطْبَقَ عليه الجَمَاهيرُ. ونقل شَيْخُنا عن أَبي حَيَّانَ ، رَحِمَه اللهُ تعالى : انفردت العربُ بكثرةِ استعمال الضَّاد ، وهي قَليلةٌ في لُغَة بعض العَجَم ، ومفقودةٌ في لُغَة الكثير منهم. وذلكَ مثْلُ العين المُهْملة.
وذَكَر أَنَّ الحاءَ المهملةَ لا تُوجَدُ في غير كلام العَرب. ونقل ما نَقله في الضاد ، في مَحَلٍّ آخَرَ عن شَيْخه ابن أَبي الأَحْوص ، ثُمَّ قال : والظاءُ المشالَةُ ممَّا انفردَتْ به العَرَبُ دُونَ العَجَم. والذالُ المعجمةُ ليست في الفارسيَّة. والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليسَتْ في الرُّوميَّة ، ولا في الفارسيَّة. قاله ابن قُرَيْب. والفاءُ ليست في لسان التُّرْك.
وفي اللسان : ولا يوجد ـ يعني الضادَ ـ في لسان العَجَم إِلَّا في القليل ، ولذلك قيل في قول أَبي الطَّيِّب :
وبهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا |
|
دَ وَعوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ |
ذَهَب به إِلى أَنَّها للعَرَب خاصَّةً.
قال ابن جِنّي : ولا يُعْتَرضُ بمثْل هذا على أَصحابنا.
قال : وعينُها منقلبةٌ عن واوٍ.
والضَّوادي : ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت :
وما ليَ لا أُحَيِّيهِ وعنْدِي |
|
قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِن النِّجادِ |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «كذا باللسان ، وحرره» وفي العبارة اضطراب.
(٢) في معجم البلدان : الضَّمْد بفتح أوله وسكون ثانيه.
(٣) بالأصل «مخضب».