ومن المجاز : الطَّريدُ : الذي يُولَدُ بَعْدَكَ ، وأَنت أَيضاً طَرِيدُهُ ، فالثاني طَريدُ الأَول ، يقال : هو طَرِيدُه.
ومن المجاز : الطَّرِيدانِ : اللَّيْلُ والنّهَارُ كلُّ واحدٍ منهما طَرِيدُ صاحبِه ، قال الشاعر :
يُعيدَان لِي ما أَمْضَيَا وهُمَا مَعاً |
|
طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَرَارِي |
والطَّرِيدةُ : ما طَرَدْتَ مِن صَيْدٍ أَو غيرِهِ ، والجمع الطَّرائدُ وفي بعض الأُمَّهَات (١) : ما طَرَدْتَ من وَحْش ونَحْوه.
والطَّرِيدُة : الوَسِيقَةُ من الإِبِلِ يُغِيرُ عليها قَومٌ فيطرُدُونَهَا.
وفي الصحاح : هو ما يُسْرَقُ من الإِبلِ.
ومن المجاز : الطّريدةُ : قَصَبَة فيها حُزَّةٌ بضمّ الحاءِ المهملة ، وتشديد الزّاي ، تُوضَع على المَغَازِلِ والعُودِ والقِدَاحِ ، فتُبْرَى بِها وتُنْحَتُ عليها ، قال الشَّمَّاخُ يصف قَوْساً :
أَقَامَ الثِّقَافُ والطَّرِيدةُ دَرْأَها |
|
كما قَوَّمَتْ (٢) ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ |
وفي الأَساس : وبُرِيَ القَدَحُ بالطَّرِيدة ، وهي السَّفَن. قال أَبو الهَيْثَم : الطَّرِيدةُ : السَّفَنُ وهي قَصَبَةٌ تُجَوَّفُ ، ثمَّ يُنْقَرُ (٣) منها مَواضِعُ فَيُتَتَبَّعُ (٤) فيها جَذْبُ السَّهْمِ.
وقال أَبو حَنِيفة : الطَّرِيدَةُ : قِطْعَةُ عُودٍ صَغِيرةٌ في هَيْئةِ المِيزَاب ، كأَنَّها نِصْفُ قَصَبَةٍ سَعَتُهَا بِقَدْرِ ما يَلْزَم القَوْسَ أَو السَّهْمَ.
ومن المَجَاز : في الأَرضِ طرائِدُ من كَلاءٍ ، الطَّريدة : الطَّرِيقَةُ القليلَةُ العَرْضِ من الكَلإِ.
والطَّرِيدَة : بُحَيْرَةٌ (٥) من الأَرضِ قليلةُ العَرْضِ ، إِنما هي طَرِيقَة. ومن المجاز : عنْدي طَرِيدةٌ من ثَوبٍ ، وهي شُقَّةٌ مُسْتَطِيلةٌ ، أَي شُقَّتْ طُولاً ، من الحَرِيرِ. وفِي حديث مُعاويةَ «أَنَّه صَعِدَ المِنْبَرَ وبيَدِهِ طَرِيدةٌ» ، فسَّره ابنُ الأَعرابِيّ فقال : الخِرْقَةُ الطَّوِيلةُ من الحَرِيرِ. حكاه الهَرَوِيُّ في «الغَرِيبَيْنِ».
وعن أَبي عَمْرٍو : الجُبَّةُ : الخِرْقَةُ المُدَوَّرَةُ ، وإِن كَانَت طَويلة ، فهي الطَّرِيدةُ.
والطَّريدة لُعْبَةٌ لِصبيانِ الأَعراب تُسمِّيهَا العامَّة المَسَّةَ ، بفتح الميم وتشديد السِّين المهملة ، ويقال : الماسَةُ ، والضّبْطَةَ ، فإذا وَقَعَتْ يَدُ اللَّاعِبِ مِنْ آخَرَ على بَدَنِهِ إِمَّا على رأْسِهِ أَو كَتِفِهِ ، فهي المَسَّةُ ، وإِذا وَقَعَتْ على الرِّجْلِ فهي الأَسْنُ ، بفتح فسكون ، وليست بِثَبت.
وقال الطِّرمَّاح يصف جَوارِيَ أَدْرَكْن فَترَفَّعْنَ عن لَعِب الصِّغارِ والأَحداث :
قَضَتْ من عيان والطَّرِيدةِ حاجةً |
|
فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ خُضُوعُ (٦) |
وأَنشد ابن دُرَيْدٍ قولَ الشاعر :
قَضَتْ من عُدَادٍ والطَّريدةِ حاجَةً |
|
وهُنَّ إِلى أُنْسِ الحَدِيثِ حَقِيقُ |
وفَسَّرَ الطَّرِيدةَ بالموْضع ، وهو تصحيفٌ وتَغْيِير ، نَبَّهَ عليه الصاغانيُّ ، وقال : الصوابُ أَنَّ الطَّرِيدَةَ لُعْبَةٌ معروفَةٌ ، فاعرِف ذلك.
والطَّرِيدَة : خِرْقَةٌ تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ ، كالمِطْرَدَةِ ، بالكسر ، نقله الصاغانيّ.
ومن المجاز : الطِّراد والمِطْرَد ، ككِتَاب ومِنْبَرٍ : رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْعَن (٧) به حُمُرُ الوَحْشِ.
وقال ابن سيده : المِطْرَدُ ، بالكسر : رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْرَدُ به ، وقيل : يُطْرَدُ به الوَحْشُ. والطِّرَادُ : الرُّمْحُ القَصِيرُ ، لأَنَّ صاحبَهُ يُطَارِدُ بِهِ ، وجمع المِطْرَدِ : المَطَارِدُ.
__________________
(١) وهي عبارة اللسان ، والأولى عبارة التهذيب والصحاح.
(٢) الأصل وديوانه ، وفي التهذيب : كما أخرجت.
(٣) اللسان : يُفغَرُ.
(٤) اللسان : فيُتّبع.
(٥) كذا بالأصل واللسان والقاموس ، وفي التهذيب : «نحيزة».
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله عيان كذا بالنسخ وفي اللسان : عنان ، وهما تصحيف ، والصواب : عياف كما في التكملة وفي القاموس : العياف كسحاب ، والطريدة لعبتان لهم أو العياف لعبة الغميصاءاه» وفي التهذيب : عياف.
(٧) اللسان : تُطعن.