« خبرتي البرفانى حدثنى محمد بن احمد بن محمد الادمى حدثنا محمد بن علي الايادى حجثنا زكريا الساجى قال بلغنى أن أبا البخترى دخل على الرشيد وهو قاض وهارون إذ ذاك يطير الحمام فقال هل تحفظ فى هذا شيئا فقال حدثنى هشام بن عروة عن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يطير الحمام فقال أخرج عنى لو لا أنه رجل من قريش لعزلته » (١).
عندما نستعرض التاريخ الإسلامى وحين نستجلى أحداثها يتضح لنا أن الدافع الأول والرئيس من وراء الممانعة من جمع بعض الأحاديث أو تحريفه أو المنع من نشره بين الناس إبّان خلافة أبى بكر حتى فترة حكم عمر بن عبدالعزيز كان دافعاً استراتيجيّاً واحداً يتمثل بخلافة على بن أبى طالب عليهالسلام وبحادثة الغدير بنحو أخص إذ حاول اعداء أهل البيت إضفاء ثوب الشرعية على حكم الغاصبين ـ كما أسلفنا ـ عبر اجراء ين متزامنين يكمل أحدهما الآخرة هما أولاً المنع من نشر وإذاعة روايات منحولة ومختلقة تتحدث عن فضائل الخقاء الثلاث وكذلك عن خلفاء بنى امية وصحابة بعينها.
عندما تصدى عمر بن عبدالعزيز الحكم وأخذ بزمامه انتهت فترة استمرت أكثر من مأئة عامٍ منعت من خلالها كتابة الحديث ونقلها إلا أن عملية كتابة الحديث هذه أصابتها آفة أخرى أسوأ من سابفتها فقد تمت هذه العملية تحت رقابة الحكام المستبدين إذ كفق كتاب الحديث يسجلون الأحاديث ويحر رونها وينشرونها بأمر من هؤلاء الحكام وبرخصة منهم ارضاءً لأهواءهم الدنيوية وإشباعاً لميولهم السياسية.
________________
١. تاريخ بغداد أو مدينة السلام خطيب بغدادى ج ١٣ ص ٤٥٨ رقم ٧٣٢٣.