الذين روى لهم ثقات وقد ضعيف الحفاظ من رجال البخارى نحو الثمانين » (١).
نستنتج إذن أن معظم الأحاديث التى كثر فيها الجعل والاختلاق والتزوير هى الأحاديث التى وضعت فى فضائل خليفتى الأول والثانى وفى فضائل بعض الصحابة والأمويين كما وضع فى نفس السياق عديد من روايات تقلل من شأن امير المؤمنين وأئمة اهل البيت عليهمالسلام وتقدح فى شخصياتهم.
ومن جانبنا كان يتطلب الامر فى ظروف كهذه تفعيل نهضة علمية شاملة قائمة على العقل والمنطق وبعيدة عن أى لون من التعصب الأعمى أو التحرب المقيت لدراسة السنة النبوية وكذلك الروايات الصحيحة وتمييزها عن الموضوعات والمجعولات.
فنظراً للحاجة الملحة التى نلمسها لدراسة حقيقة الفضائل التى تنسب إلى الخلفاء والصحابة فى الموسوعات الروائية لأهل السنة والجماعة وكذلك لدراسة روايات تنقص من شأن امير المؤمنين واهل البيت رحمة الله ولضرورة الكشف عن الأحاديث الموضوعة مناقشتها اعتماداً على منهج علمى رصين وبعيداً عن أى تعصل أعمى وباستخدام المصادر الرئيسة لأهل السنة مما دوّنت فى علم الرجال وكذلك المؤلفات التى دونها أهل السنة أنفسهم فى ظاهرة وضع الحديث نظراً لكل ما سبق تقرر فى « مركز إعداد الباحثين فى المذاهب الإسلامية » التابعة لمكتب سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى فاضل اللنكرانى رضوان الله تعالى عليه ـ تدريس مادة دراسية تناقش الفضائل الموضوعة باعتماد منهج موضوعى وعلمى. هذه المادة تعهد تدريسها فعلاً الاستاذ الفاضل والباحث القدير سماحة العلامة الجليل حاج شيخ نجم الدين
________________
١. ضحى الإسلام أحمد امين دار الكتب العلمية ج ٢ ص ٩٤ الباب الثالث الحركة العلمية فى العصر العباسى الأول ذيل عنوان البخارى.