فى حين انهم كانوا يضعون الأحاديث المكذوبة فى الفضائل وينسبونها إلى الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على حسب ما تقتضيه سياساتهم ومصالحهم ومن أمزجتهم طالما لم يخل مجتمعهم من بائعى الضمائر والمتاجرين بالدين من الأفاكين والوضاعين ووقّوالة الزور والمرتزقة حاملين اسم الرواى والمحدثّ فتراهم يكذبون على النبى وبكل سهولة طمعاً لدريهمات السلطة وهداياهم التى ستكون حسرة عليهم يوم القيامة أو تقريباً إلى الحكام والظلمة والمتآمرين على الإسلام والمسلمين أو هو شعار الصالحين منهم ويتقربون بها إلى المولى سبحانه كما صرح بذلك يحيى القطان وغيره قال يحيى بن سعيد القطان ما رأيت الصالحين فى شىء أكذب منهم فى الحديث. (١)
قال ابن عدى الصالحون قد رسموا بهذا الرسم أن يرووا فى فضائل الأعمال موضوعة بواطيل (٢).
وقال القرطبى لا إلتفات لما وضعه الواضعون والختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة والأخبار الباطلة فى فضل سور القرآن وغير ذلك من فضائل الأعمال (٣).
هذا وقد أشار علماء الرجال بمن فيهم الذهبى والعسقلانى فى كتبهم الرجالية إلى العشرات من الوضّاعين والكذّابين أمثال :
________________
١. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ٢ ص ٩٦ فى ترجمة محمد بن بيان بن مسلم رقم ٤٩٣ مسلم النيسابورى الجامع الصحيح (صحيح مسلم) ج ١ ص ١٣ والسيوطى اللآلى المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ج ٢ ص ٤٧٠.
٢. عبدالله بن عدى الكامل فى ضعفاء الرجال ج ٣ ص ٢١٧ فى ترجمة زكريا بن يحيى الوقار رقم ٢٨ / ٧١٣.
٣. القرطبى الجامع لاحكام القران ج ١ ص ٦٥ باب التنبيه على أحاديث وضعت فى فضل سور القران وغيره.