صببته فى صدر أبى بكر وإذا اشتقت إلى الجنة قبلت شيبة أبى بكر وكنت أنا وأبوبكر كفرسى رهان سبقته فاتبعنى ولو سبقنى لاتبعته » فى أشياء ما رأينا لها أثراً فى الصحيح ولا فى الموضوع ولا فائدة فى الإطالة بمثل هذه الأشياء. (١)
قال الذهبى قد سابق إبن عساكر فى ترجمة (معاوية بن أبى سفيان) أحاديث واهية وباطلة طول بها جداً وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه إما قد ملكهم بالكرم والحلم والعطاء وإما قد ولدوا فى الشام على حبه وتربى أولادهم على ذلك وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة وعدد كثير من التابعين والفضلاء وحاربوا معه أهل العراق ونشأوا على النصب نعوذ بالله من الهوى.
ثم ذكر عشرين حديثاً من فضائل معاوية وقال فهذه الأحاديث ظاهرة الوضع والله أعلم (٢) وقال قال الأصم حدثنا أبى سمعت ابن راهويه يقول لايصلح عن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فى فضل معاوية شىء. (٣)
قال العينى فى شرح البخارى فإن قلت قد ورد فى فضله (يعنى معاوية) أحاديث كثيرة قلت نعم ولكن ليس فيها حديث يصح من طرق الإسناد نص عليه إسحاق بن راهويه والنسائى وغيرهما فلذلك قال (يعني البخاري) باب ذكر معاوية ولم يقل فضيلة ولامنقبة.
أحسب أن رواة السوء أرادوا حطاً من مقام النبوة لاترفيعاً لمقام معاوية لما نعلمه من البون الشاسع بين مرتبة النبوة التى تعتقد بها المسلمون وبين متبوأ هذا
________________
١. ابن الجوزى الموضوعات ج ١ ص ٣١٩.
٢. الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٣١ فى ترجمة معاوية بن أبى سفيان رقم ٢٥.
٣. المصدر وابن الجوزى الموضوعات ج ٢ ص ٢٤.