إن المنظر الجميل يهيج الرؤية ، والصوت الجميل يهيج السمع ، والرائحة الجميلة تهيج الشم ، والطعم اللذيذ يهيج غدد اللعاب (١) ، وكذلك المعنى الجميل فإنه يثير الخواطر ويفرز الدمع (٢) . ( الطب محراب الإيمان ص ٢٠٨ ) .
لقد حاول ولا يزال عدد كبير من العلماء والباحثين دراسة سر البكاء (٣) والدموع ولذلك عمدوا إِلى تصميم التجارب المختبرية ، ووضعوا النظريات لمعرفة الفوارق بين الدموع التي يذرفها الإِنسان حين تلم به مصيبة أو حين يطير من الفرح .
وقد ميَّز العرب الاقدمون بين دموع الفرح الباردة فوصفوها بالندى الرقراق ، ودموع الحزن الساخنة ووصفوها برمال الصحراء عند الظهيرة .
وتشير الدراسات : الى ان البكاء دليل صحة ومتنفس طبيعي للأحزان ، حين
______________________
(١) راجع الغدد اللعابية واللعاب في حرف اللام .
(٢)
نرى عِظَما بالبين والصّدُّ اعظمُ |
|
ونَتّهِمُ الواشين والدّمْعُ مِنهمُ |
ومَن لُبُّه مع غيره كيفَ حالُهُ |
|
ومَن سِرّهُ في جَفْنِهِ كيف يُكتَمُ |
ولما التَقَينا والنّوى ورَقيبُنا |
|
غَفُولانِ عَنّا ظِلتُ ابكي وتَبسِمُ |
( ديوان المتنبى ص ٩٣ ) .
(٣)
ابكي ويبسم والدجى ما بيننا |
|
حتى اضاءَ بثغره ودموعي |
تفلي انامله التراب تعللاً تت |
|
وأنا ملي في سني المقروع |
قمراً إذا استخجلته بعتابه |
|
لبس الغروب ولم يعد لطلوع |
لو حيث يستمع السرار وقفتما |
|
لعجبتما من عزه وخضوعي |
ابغي هواه بشافع من غيره |
|
شر الهوى ما نلته بشفيع |
قد كنت اجزيك الصدود بمثله |
|
لو أن قلبك كان بين ضلوعي |