( قبض ) ـ يؤدي إلى إِصابة الجسم بأضرار صحية جسيمة .
وللطبيب العالم الروسي المشهور ( متشنيكوف Metschnikoff ) كلمة مأثورة في هذا الصدد . فهو يقول : « الموت يكمن في الامعاء » . كما جاء في كتب الطب اللاتينية القديمة العبارة التالية :
« كل شيء يُفرغ الامعاء جيداً يشفي جيداً » . وكان الاطباء الأقدمون يستعملون الأدوية المسْهِلة أو الحقن الشرجية لتحقيق هذا الغرض ، ولكن الطب الحديث اكتشف ان هذه الوسائل تؤدي في الواقع إلى نتائج إيجابية آنية ، غير أنها لا تشفي العلة نفسها ، ولا تحمل الأمعاء الكسولة على القيام بعملها الطبيعي المعتاد . ولا تكافح المعالجة الحديثة للقبض القبض وحده بل انها تعالج مسبّباته أيضاً . فهي تعوِّد الأمعاء الكسولة على القيام بعملها الطبيعي باستمرار وانتظام .
وبكلمة اُخرى ان المعالجة الحديثة للقبض تستهدف إِزالة العلة من أساسها . وهذا ما سنحاول شرحه في هذا الفصل .
وليسهل على القارئ غير المثقف ثقافة طبية ، فِهِم أسباب القبض المزمن وكُنْه كسل الامعاء ومكافحته ، نعيد إِلى الذاكرة بصورة مجملة تركيب الجهاز الهضمي ( اناتومي ) عند الإِنسان ، ونحيل من يود معرفة المزيد عن ذلك إلى الفصول الأُولى في كتابنا « الاسعافات الطبية » .
أسباب القبض
للقبض أسباب مختلفة منها مثلاً وجود أورام ( سرطان (١) ) في الأمعاء تضيق
______________________
(١) السرطان : مرض يتسبب بانقسام الخلايا انقساما لا ضابط له ، فينشأ عن ذلك اورام تمنع الجسم من القيام بوظائفه الحياتية ، من السرطان انواع عديدة يمكن معالجة كثير منها ( موسوعة جسم الإِنسان ص ١٠٥ ) .