الخضار والفواكه ) ـ أو عن تعفن المواد الزلالية ـ ( اللحم ، البيض ، الجبن . . الخ ) ـ ولا يمكن ان يحدث التخمير إِلا بوجود حوامض ، بعكس التعفن الذي لا يتم حدوثه إِلا في وسط قلوي . وفي الغذاء المختلط . . أي المحتوي على المواد الكاربوهيدراتية والمواد الزلالية أو الآزوتية .
تتعادل عمليتا التخمر والتعفن بأن توقف كل عملية منهما العملية الاُخرى بتأثيرها المضاد ( حامض ، قلوي ) . هذا إذا سارت عملية الهضم سيرها الطبيعي المعتاد . وإذا حدث التخمر لسبب من أسباب فساد الهضم ـ التي لا يسعنا هنا التحدث عنها ـ فإِنما يحدث ( على الأكثر ) في الامعاء الدقيقة ، حيث يتوفر فيها ما يلزم للتخمر من ماء وحرارة . ونتيجة لعملية التخمر تتكون في الأمعاء أنواع من الحوامض والغازات بأكثر مما يتكون في عملية تعفن المواد الزلالية . وعلاوة على ما يتكون من غازات في عملية التعفن تتكون فيها مواد سامة للجسم أهمها ( الأندول Indol ، وسكاتول Skatol ، والفنول Phenol ، والبتومائين Ptomaine ) . ويمتص الدم قليلاً من هذه المواد وينقله إِلى الكبد وبعض الغدد الأُخرى حيث تفسد سميته ويطرح إلى خارج الجسم بطريق الأمعاء والبول ، والعرق والتنفس .
أما إذا زادت كمية ما اخذه الدم من هذه السموم عن قدرة الجسم على إِبطال مفعولها فإِنه يتسمم بها ، وهذا ما يسمى بالطب ( بالتسمم الذاتي Autointoxikation ) ولذا فإن كل تباطؤ في عملية انسياب الغذاء داخل الأمعاء وبالتالي إِطالة مدة مكوثه فيها لأطول من المدة الطبيعية . . أو بعبارة اُخرى : كل ( قبض ) في الأمعاء لسبب من الاسباب يساعد على ظهور عمليتي التخمر والتعفن . وبالتالي زيادة ما تمتصه الامعاء من المواد السامة السابق ذكرها .
والدم هو أول ما يمتص
هذه السموم من الأمعاء كما أنه لذلك أول ما يتأثر بسُمّيتها ، إِذ تزيد في ثقله ، وتكثيفه ، وتخفض نسبة ( الهيموكلوبين ـ الصبغ
الاحمر ) في كرياته الحمراء ، وترفع نسبة احماضه ( اسيدوزيس Acidosis ) . وباستمرار هذه