الاختزان عجيب في تنوعه ، فالمستودعات العادية لا يمكنها أن تخزن الجوامد والسوائل وبقرب بعضها البعض ، بينما يقوم الكبد بتخزين السكر والبروتين والدسم والماء والدم والأملاح والفيتامينات وبشكل محوَّر . وقدرة الكبد في اختزان الدم تجعله احتياطياً محترماً في حالات احتياج البدن للدم ، كما تجعله يتدخل في تنظيم كتلة الدم الجوالة ، وبالتالي في ضغط الدم (١) و (٢) .
وأما عمليات التكوين فهي أغرب ، فمن الكبد يتم تصنيع بروتينات الدم وهي الالبومين والغلوبولين والفيبرنوجين والبروترومبين والهيبارين ، والأجسام الضدية والعوامل المتدخلة في تخثر الدم (٣) كالعامل الخامس والسابع . وهذه الأسماء التي أوردناها تحتاج كل كلمة إلى العديد من الصفحات لكي تشرح على الوجه الأكمل . فمثلاً موضوع تخثر الدم ـ حيث تشترك العديد من العناصر في إيجاده ـ المهم فيه هنا هو الاتزان العجيب في ميوعة الدم وتخثره ، فتخثر الدم يحدثه البروترومبين بينما يحدث ميوعته الهيبارين ، ومن اتزان هذين العنصرين ينساب الدم في العروق كأفضل ما يكون ، ينقل الغذاء والأكسجين ويعود حاملاً غاز الفحم وفضلات
______________________
(١) ضغط الدم : يُقصد بضغط الدم باللغة الطبية مقدار الضغط داخل الشرايين الجهازية التي تشمل الأبهر وتفرعاته .
أما من الناحية الوظيفية فيعني الضغط داخل تجاويف القلب الأربعة أثناء التقلص والانبساط ، إضافة إلى الشرايين والأوردة الشعرية .
ويكون ضغط الدم في أعلى مستواه عند تقلص البطين الأيسر ، وعندها يرتفع الضغط داخله إلى ١٢٠ ملم زئبق ويؤدي ذلك إلى انفتاح الصمامات شبه الهلالية الواقعة في بداية الشريان الأبهر . ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص ١٤٦ ) .
(٢) مضادات ارتفاع ضغط الدم : وهي تخفض ضغط الدم ، وتأثيراتها الجانبية هي الدوار ، والطفح الجلدي ، والعجز الجنسي ، والكوابيس . ( دليل الأسرة الصحي : ج ٣ ، ص ١٥ ) .
(٣) تخثر الدم : هو التجلط يقال تجلط الدم : تجمد داخل الأوعية الشعرية وخارجها .