البهجة والبركة . وحتى في أيامنا هذه ، كثيراً ما تستعمل زهور البرتقال تيجاناً للعرائس ، ولعل السبب في ذلك ما عرف من أن شجرة البرتقال الواحدة تنتج من الثمار عدداً وسيطاً يبلغ مائة برتقالة في السنة ، لمدة نصف قرن كامل .
هناك قرابة مائتي نوع من البرتقال والثمار الحمضية المشابهة له ، وهو يحتوي على ثلاثة وعشرين عنصراً جوهرياً من العناصر الغذائية ، بما في ذلك سكر الفواكه والحديد والفوسفور والفيتامين ( ب ١ ) والفيتامين ( ب ٢ ) والنياسين ، أما من حيث احتواؤه على الفيتامين ( ث c ) فالبرتقال لا يجارى في هذا السبيل ، تضاف إلى ذلك البروتينات وحامض الليمون والكالسيوم والحديد .
إن تناول برتقالة واحدة عقب كل طعام يساعد كثيراً على الهضم ، لأن الحامض الموجود فيه . يثير الغدد المعدية فتنشط خميرة الهضمين ( الببسين pepsine ) التي تقوم بهضم الطعام . وكذلك يعتبر البرتقال مشهياً ممتازاً إذا تناوله الإِنسان قبل الطعام ، فهو خير ألف مرة من المشهيات الكحولية (١) ، أو الأدوية ، وفي هذا يقول تروسو :
ـ إن مثل الأدوية المقبّلة كمثل آلة تفتح بها قفل باب مغلق ، إنها تفتحه ولكن بعد أن تتلفه ، وخير المشهيات ما كان طبيعياً والبرتقال من خير المشهيات الطبيعية .
إن غنى البرتقال بالفيتامين ( ث c ) يجعله في مقدمة الأغذية الواقية والشافية (٢) على السواء ، فهو يساعد على تثبيت الكلس في العظام ، ويحول دون حدوث داء الحفر « الاسقربوط » وداء « بارلو » في الأطفال ، فيعيد اللثة المنكمشة إلى
______________________
(١) راجع الخمر في حرف الخاء .
(٢) ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) سورة الشعراء : الآية ٨٠ .