وهو مكون من بعض ألياف اللحم وألياف نسيج ليفي غير مهضومة مع بقايا مواد ( خشبية Cellulose ) تخلفت من الأغذية النباتية ، مع مختلف أنواع الاملاح والجراثيم ، وكمية من المياه تكثر أو تقل . ويساعد فحص الخروج من حيث كميته ولونه ورائحته وشكله وقوامه ومحتوياته على تشخيص ما قد يكون في المعدة أو الامعاء من أمراض . ولنأت الآن الى كميته .
تختلف كمية البراز باختلاف نوع الغذاء وفعالية عصارات الهضم التي سبق وصفها . فكسل الصفراء وافرازات البنكراس يؤدي إلى زيادة كمية البراز . . لوفرة ما تبقى من الغذاء دون هضم . كذلك فإن وفرة النباتات في الغذاء تزيد في كمية البراز وعلى الاخص في حال النباتات الغنية بمادة السللوز كالخس والملفوف والجزر واللفت . وتتراوح كمية البراز اليومية في التغذية المختلطة بين ( ١٥٠ ـ ٢٥٠ ) غراماً ، منها ( ٣٠ ـ ٤٠ ) غراماً من النواشف ، والباقي من الماء . وتقل كمية البراز كثيراً عند تناول اغذية مركزة كاللحم والدهن والمعجنات المصنوعة من دقيق أبيض ثم السكر والعسل ، والشحم والزيت والجبن والحليب . . . الخ .
والبراز لا ينعدم حتى في حالات الجوع أو الصيام أو الانقطاع كلياً عن تناول الغذاء لسبب من الاسباب ، لكنه يكون في هذه الحالات مكوّناً من افرازات الامعاء نفسها ورواسب الجراثيم فيها . ويتبع لونُ البراز نوع الغذاء . ففي الغذاء باللحوم يكون لونه اسمر غامقاً ، بينا هو في الغذاء النباتي اسمر فاتحاً . أما في الغذاء اللبني الصرف فهو أصفر ذهبي كما هو عند الأطفال الرضع . والسبانخ في الغذاء يكسب البراز لوناً أخضر ، كما يسوّد لونه في الغذاء بالكبد ومقانق الدم وبعض أنواع التوت أو شرب الخمر (١) ( النبيذ ) الأحمر . ويفقد البراز لونه فيصبح ترابياً أو رمادياً ، أو حتى أبيض ،
______________________
(١) ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) .
( سورة المائدة : ٩٠ و ٩١ )