|
وقال الرماني : إنّما يكون قبيحاً ـ يعني الجهل ـ إذا وقع عن تعمد ، فأما إذا وقع غلطاً أوسهواً لم يكن قبيحاً ولاحسناً. |
فرد عليه الطوسي بقوله :
|
وهذا ليس بصحيح ، لأنّ استحقاق الذم عليه يشرط بالعمد فأما قبحه فلا كما نقوله في الظلم سواء. ١ |
هذا وقد أكثر الشيخ الطوسي من ردوده واعتراضاته على الجبائي ، وهو يطرح آراءه في جملة من المسائل المختلفة ، نذكر هنا بعضها :
في مسالة صاحب موسى قال الجبائي :
|
لايجوز أن يكون صاحب موسى الخضر ، لأنّ خضراً كان من الأنبياء الذين بعثهم الله من بني إسرائيل بعد موسى. قال : ولايجوز أيضاً أنْ يبقى الخضر إلى وقتنا هذا ، كما يقوله من لايدري ، لأنّه لانبي بعدنبينا ، ولأنّه لو كان لعرفه الناس ولم يخف مكانه. |
وقد ردّ عليه مفسّرنا بقوله :
|
وهذا الذي ذكره ليس بصحيحٍ ، لأنّا نعلم أوّلاً أنّ خضراً كان نبياً ، ولو ثبت ذلك لم يمتنع أن يبقى إلى وقتنا هذا ، لأنّ تبقيته في مقدور الله تعالى ، ولا يؤدي إلى أنّه نبي بعد نبينا ، لأن نبوته كانت ثابتة قبل نبينا ، وشرعه ـ إن كان شرعاً خاصاً ـ فإنّه منسوخ بشرع نبينا صلىاللهعليهوآله ، وإن كان يدعو إلى شرع موسى عليهالسلام ، أو من تقدم من الأنبياء ، فإنّ جميعه منسوخٌ بشرع نبينا صلىاللهعليهوآله ، فلا يؤدي ذلك إلى ما قال ، وقوله لو كان باقياً لرؤي ولعرف غيرصحيح ، لأنّه لايمتنع أن يكون بحيث لايتعرف إلى أحد منهم ، وإن شاهدوه لايعرفونه. ٢ |
وفي تفسيره لقوله تعالى :
__________________
١. نفس المصدر ، ص ٤٩٦.
٢. الطوسي ، التبيان ج ٧ ، ص ٧٣.