|
في دار الدنيا دون أن يكون المراد به رؤيته تعالى ومشاهدته ، فبطل ما ظنوه ١. |
واستدل الشيخ الطوسي بقوله تعالى : ( الله أحّدٌ ) على فساد مذهب المجسمة قائلاً بأنّ الجسم ليس بأحد ، إذ هو أجزاءٌ كثيرة ، وقد دلَّ الله بهذا القول على أنّه أحدٌ ، فصحّ أنّه ليس بجسم ٢.
وأنكر الشيخ الطوسي على الخوارج قولهم : إنّ مرتكب الكبيرة كافرٌ ، فقال عند تفسيره لقوله تعالى :
(فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ٣
|
الإنذار بنار هذه صفتها وهي درك مخصوص مَن أدراكَ جهنم ، فهي تختص بهذا المتوعد الذي كذب بآيات الله وجحد توحيده ( وتوَلّى ) عنها بأن لم ينظر فيها ، أو رجع عنها بعد أن كان نظر فيها ، فصار مرتدّاً. والثاني محذوفٌ لماصحبه من دليل الآي الآخر ، كأنّه قال ومن جرى مجراه ممن عصى ، فعلى هذا لامتعلق للخوارج في أنّ مرتكب الكبيرة كافر ٤. |
كما واعترض الشيخ الطوسي على التناسخية الذين استدلوا بقوله تعالى :
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) ٥ ليقولوا إنّ البهائم والطيور مكلفة ، فرد الشيخ قائلاً :
|
وهذا باطل ، لانا قد بينا من أي وجه قال : إنّها ( أُمَمٌ أمثالُكُم ) ولو وجب حملها على العموم لوجب أن تكون أمثالنا في كونها ناساً وفي مثل صورنا وأخلاقنا فمتى قالوا لم يقل أمثالنا في كل شيء ؟ قلنا : وكذلك الامتحان والتكليف ، على أنهم مقرّون بأنّ الأطفال غير مكلفين ولاممتحنين ، فما يحملون به امتحان الصبيان بعينه نحمل بمثله امتحان البهائم ، وكيف يصح تكليف البهائم والطيور ، وهي غير عاقلة ، والتكليف لايصح إلا |
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ١١٣.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ١٠ ، ص ٤٣٠.
٣. الليل ( ٩٢ ) الآيات ١٤ ، ١٥ ، ١٦.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ١٠ ، ص ٣٦٦.
٥. الأنعام ( ٦ ) الآية ٣٨.