الجانب الأثري في التبيان
تشهد كتب التفسير القديمة والحديثة على أن هذا اللون من التفسير قد مارسه المفسرون القدامى والمحدثون ، بل واعتبره العلماء أوّل الطرق في تفسير القرآن الكريم التي ينبغي للمفسر أنْ يسلكها وينتهجها عند أيّةٍ محاولة تفسيريةٍ لكتاب الله ، وبذلك قالوا :
|
من أراد تفسير الكتاب العزيز يطلبه أوّلاً من القرآن ، فإن أعياه ذلك طلبه من السنة ، فإنّها شارحة للقرآن وموضحة له ١. |
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أوّل من عمد إلى هذا السبيل ، فانتهجه ، حيث كان يستعين ببعض آيات القرآن الكريم ليشرح بها البعض الآخر ، ومن ذلك تفسيره صلىاللهعليهوآله للظلم في قوله تعالى : ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ) ٢ بالشرك ، واستدل بقوله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ٣.
وبهذا يكون رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أرسى لمن بعده قواعد منهجٍ تفسيريّ لايستغني عنه أي مفسر وعلى هذا النهج سار أئمة أهل البيت عليهالسلام ، كما شهد عصر الصحابة مثل هذا اللون من
__________________
١. السيوطي ، الإتقان ، ج ٢ ، ص ١٧٥.
٢. الأنعام ( ٦ ) الآية ٦٥.
٣. الجامع الصحيح للبخاري بحاشية السندي ، كتاب تفسير القرآن ، لقمان ( ٣١ ) الآية ١٣.