|
العالم ) ١. |
وقد دافع الشيخ الطوسي عن الراي الذي تتبناه المدرسة الإماميّة في هذا المجال ، وطرح رايه في اكثر من موقفٍ ، كما ناقش المجبرة كثيراً ، وفند اراءهم ، وهو يمر بعشرات الآيات القرآنية مفسّراً.
فقال في تفسيره لقوله تعالى :
(وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ) ٢
قال :
|
فخص من ذلك السي ء بانه مكروه عند الله لانه تعالى لايكره الحسن وفي ذلك دلالةٌ على بطلان مذهب المجبرة من ان الله يريد المعاصي لان هذه الآية صريحةٌ بانّ السيّء من الافعال مكروهٌ عند الله ٣. |
وقال عند تفسيره لقوله تعالى :
(وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) ٤
فقال :
|
ثم اخبر ان المرسل اليهم مختارون غير مجبرين ولامضطرين ، ودلّ على انّه غير محدثٍ لشيء من افعالهم فيهم ، وان الافعال لهم هم يكتسبونها بما خلق الله فيهم من القدرة وانه قد هداهم وبين لهم وبشرهم وانذرهم فمن امن اثابه ومن عصاه عاقبه ، ولوكانوا مجبورين على المعاصي مخلوقاً فيهم الكفر ، ولم يجعل فيهم القدرة على الايمان لماكان |
__________________
١. الشيخ المفيد ، عقائد الصدوق.
٢. الاسراء ( ١٧ ) الآيات ٣٧ و ٣٨.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٦ ، ص ٤٧٨.
٤. الأنعام ( ٦ ) الآيات ٤٨ و ٤٩.