|
للاية معنىً ١. |
وقال الطوسي عند تفسيره للآية الكريمة :
(إِنَّ الله فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ الله فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) ٢
|
وفي الآية دلالة على بطلان قول من قال : ان الله ( تعالى ) يحول بين العبد وبين مادعاه إليه ، اذ يخلق فيه مانهاه عنه ... ، لانه قال : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) ولوكان شيئاً من ذلك لكان هوالموفك لهم والصارف ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ٣. |
وعند تفسيره لقوله تعالى :
(إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ٤
قال الشيخ الطوسي :
|
اخبر الله تعالى في هذه الآية على وجه التمدح به بانه لايظلم احداً شيئاً ، وانما الناس هم الذين يظلمون انفسهم بارتكاب مانهى الله عنه من القبائح ، فيستحقون بها عقاباً ، فكانهم الذين ادخلوا عليها ضرراً ، فلذلك كانوا ظالمين لانفسهم والمعنى ـ هاهنا ـ ان الله لايمنع احدا من الانتفاع بما كلفهم الانتفاع به من القرآن وادلته ، ولكنهم يظلمون انفسهم بترك النظر فيه والاستدلال به وتفويتهم انفسهم الثواب وادخالهم عليها العقاب ، ففي الآية دلالة على ان فاعل الظلم ظالمٌ كما ان فاعل الكسب كاسب ، وليس لهم ان يقولوا بفعل الظلم ولايكون ظالماً به ٥. |
وبهذا يكون الشيخ الطوسي قد نفى الراي القائل بان الله هو الخالق لافعال العباد وليس للانسان القدرة على فعلها.
واكد هذا المعنى أيضاً في تفسيره لقوله تعالى :
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ١٤١.
٢. الأنعام ( ٦ ) الآية ٩٥.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٠٩.
٤. يونس ( ١٠ ) الآية ٤٤.
٥. الطوسي ، التبيان ، ج ٥ ، ص ٣٨٣.