(أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ١
فقال :
|
ومن تعلق من المجبرة بقوله (قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ٢ على ان افعال العباد مخلوقةٌ للّه فقد ابعد ، لان المراد بذلك ماقدمناه من انه تعالى خالق كل شيء يستحق بخلقه العبادة دون مالايستحق به ذلك ، ولوكان المراد ماقالوه لكان فيه حجّةٌ للخلق على الله تعالى وبطل التوبيخ الذي تضمنته الآية إلى من وجه عبادته الاصنام ، لانه اذا كان الخالق لعبادتهم الاصنام هو الله على قول المجبرة فلا توبيخ يتوجه على الكفار ، ولا لوم يلحقهم ، بل لهم ان يقولوا : انك خلقت فينا ذلك فما ذنبنا فيه ، ولم توبخنا على فعلٍ فعلته؟فتبطل حينئذ فائدة الآية ٣. |
وهذا المعنى كان قد اكده الشيخ المفيد وهو استاذ مفسرنا حين قال :
« الصحيح عن ال محمد صلىاللهعليهوآله : ان افعال العباد غير مخلوقة للّه ».
من هنا نجد الشيخ الطوسي حين يفسر قوله تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) ٤ يقول :
|
ثم نبههم فقال : واللّه تعالى هذا الذي خلقكم وخلق الذي تعملون فيه من الاصنام ، لانها اجسام ، واللّه تعالى هو المحدث لها ، وليس للمجبرة ان تتعلق بقوله (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) فنقول : ذلك يدل على ان الله خالق لافعالنا ، لامور : احدها : ان موضوع كلام إبراهيم لهم بني على التقريع لهم لعبادتهم الاصنام ، ولوكان من فعله تعالى لماتوجه عليهم العيب ، بل كان لهم ان يقولوا : لم توبخنا على عبادتنا للاصنام واللّه الفاعل لذلك فكانت الحجة لهم لا عليهم. الثاني : انه قال لهم (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ) ونحن نعلم انهم لم يكونوا يعبدون نحتهم الذي |
__________________
١. الرعد ( ١٣ ) الآية ١٦.
٢. الرعد ( ١٣ ) الآية ١٦.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٦ ، ص ٢٣٧.
٤. الصافات ( ٣٧ ) الآية ٩٦.