للحسن والقبيح من الاعمال ، وان الله لم يسلب منه حرية الاختيار بعد ان زوده بالعقل الذي بواسطته يستطيع التمييز بين الخير والشر والنفع والضرر والحسن والقبيح.
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ١.
وهي الاصل الثالث من اصول الدين عند الشيعة الإماميّة ، وهم يعتقدون
|
بان النبوة وظيفة الهية وسفارةٌ ربانيةٌ يجعلها الله تعالى لمن ينتخبه ويختاره من عباده الصالحين واوليائه الكاملين في انسانيتهم فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية ارشادهم إلى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والاخرة ، ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن مساوئ الاخلاق ومفاسد العادات وتعليمهم الحكمة والمعرفة وبيان طرق السعادة والخير لتبلغ الانسانية كمالها اللائق بها ، فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدارين ... ، كما وان الله تعالى لم يجعل للناس حق تعيين النبي او ترشيحه او انتخابه وليس لهم الخيرة في ذلك ، بل امر كل ذلك بيده تعالى ، وليس لهم ان يتحكموا فيمن يرسله هاديا ومبشرا ونذيرا ولا ان يتحكموا فيما جاء به من احكام وسنن وشريعةٍ ٢. |
ويعتقد الإماميّة ان قاعدة اللطف توجب ان يبعث الخالق اللطيف بعباده رسله ، لهداية البشر واداء الرسالة الاصلاحية ، وليكونوا سفراء الله وخلفاءه ٣ وهم بذلك يتفقون مع المعتزلة الذين اعتبروا النبوة لطفاً حين بعث الله الانبياء ، لان المؤمنين ماكانوا بغير بعثتهم يؤمنون ٤ ، في حين خالفوا الاشاعرة الذين قالوا بان انبعاث الرسل من القضايا الجائزة لا الواجبة ولا المستحيلة ٥.
__________________
١. الزلزلة ( ٩٩ ) الآيات ٧ و ٨.
٢. المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ٤٨.
٣. نفس المصدر.
٤. القاضي عبدالجبار : ابواب التوحيد والعدل ، تحقيق الدكتور ابو العلاء عفيفي ، ج ٣ ، ص ٩٧.
٥. الشهرستاني ، الملل والنحل ج ١ ، ص ١٠٢.