(إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) ١
يقول المفسر :
|
وروت الخاصة والعامة ان المراد بصالح المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام ، وذلك يدلّ على انه افضلهم ٢. |
وقال عند تفسيره لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ٣ :
|
قال ابو جعفر وابو عبد الله عليهماالسلام : ان الله تعالى لما اوحى إلى النبى صلىاللهعليهوآله ان يستخلف علياً كان يخاف ان يشق ذلك على جماعة من الصحابة ، فانزل الله تعالى هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما امره بادائه ٤. |
وهكذا ظل الشيخ الطوسي مدافعا عن راي الإماميّة في الامامة والامام وعصمته فيذكرالراي المخالف ويدحضه ، وتبنى الراي المتفق مع رايه فيثبته ، مع تبيان اوجه الخلاف ان وجدت ، ومثل ذلك قد ورد في تفسيره لقوله تعالى (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ٥ فقال :
|
وفي ذلك دلالة على ان كل عصر لايخلو ممن يكون قوله حجّةً على أهل عصره عدلٌ عند الله ، وهو قول الجبائي واكثر أهل العدل ، وهو قولنا ، وان خالفناهم في من هو ذلك العدل والحجة ٦. |
وفي احيانٍ كثيرةٍ يستشهد الشيخ الطوسي برواياتٍ عن الصحابة ليؤكد ويدعم صحة
__________________
١. التحريم ( ٦٦ ) الآية ٤.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ١٠ ، ص ٤٨.
٣. المائدة ( ٥ ) الآية ٦٧.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ٣ ، ص ٥٧٤.
٥. النحل ( ١٦ ) الآية ٨٩.
٦. الطوسي ، التبيان ، ج ٦ ، ص ٤١٧.