خاصّةٍ ، يجتمع فيها الشيخ بتلاميذه ، ويملي عليهم معارفه في التفسير والحديث وعلم الرجال والفقه والأُصول ، وهو مالم تشهد مثيله الدراسة من قبل ، ولعل كتاب الأمالي للشيخ الطوسي يعطينا صورةً واضحةً عن سير تلك الدراسة ، حيث تضمن الكتاب موضوعاتٍ مختلفةٍ في شتى العلوم والفنون الإسلاميّة.
٣. كان الشيخ الطوسي يُلقي دروسه بمشهد الإمام علي عليهالسلام ، وبذلك أصبحت مدرسته متصلةً اتصالاً وثيقاً بالمسجد ، وليست من المدارس المستقلة عن الجوامع ١ كما هوالحال في مدارس بغداد ، وقد ظلت هذه الميزة قائمةً إلى يومنا هذا لتصبح تقليداً خاصاً بمدرسة النجف الأشرف وحوزتها العلمية على غرار الحوزة التي أنشأها الشيخ الطوسي قبل مايقرب من ألف عام ، والتي صارت فيما بعد شجرةً مباركةً تؤتي أُكلها كلّ حين علماء وكُتّاباً وفقهاء وأُ دباء وخطباء وشعراء ، ساهموا في إغناء المكتبة الإسلاميّة والإنسانية ، وتركوا آثارهم وبصماتهم واضحةً على كل مجتمعٍ عاشوا فيه.
خلّف الشيخ الطوسي ولده الشيخ أبا علي الحسن بن أبي جعفر محمد الطوسي ، وقدخلف أباه في العلم والعمل والتدريس والفتيا وإلقاء الحديث ، وكان من مشاهير رجال العلم وكبار رواة الحديث ، قرأ على والده جميع تصانيفه ٢.
وأجازه والده في النجف سنة ٤٤٥ هـ. وقدكان عالماً فاضلاً فقيهاً محدثاً جليلاً ثقة ٣.
تتلمذَ عليه جماعةٌ كثيرةٌ من أعيان الأفاضل ، وإليه ينتهي كثير من طرق الإجازات إلى المؤلفات القديمة والروايات ٤.
كما وخلّف الشيخ الطوسي ابنتين كانتا عالمتين من أهل الرواية والدراية ، أجاز لهما
__________________
١. ناجي معروف ، علماء النظاميات ، ص ١٤١.
٢. منتجب الدين ، الفهرست ، ص ٤.
٣. الحر العاملي ، أمل الآمل ، ٤٦١.
٤. أسداللّه التستري ، مقابس الانوار ، ص ٩.