والإسماعيلية ١ والجهمية ٢ والمشبهة ٣ ، وأمر بلعنهم على المنابر ، ٤ وقد استجاب السلطان الغزنوي لأوامر الخليفة العباسي ، واستن بسنته في قتل المخالفين ونفيهم وحبسهم ٥ ، وقد اعدم الكثيرين من رعاياه بتهمة الالحاد ٦ ، ولم يكتف بذلك ، بل قام هذا السلطان عام ٤٢٠ ه باحراق ماوصلت إليه يداه من كتب المعتزلة والفلاسفة والروافض ٧.
ولعلّ من أهم الأسباب التي دعت العباسيين لأن يدعموا موقف السلفية هو رغبتهم في جعلها قوة مناوئة بوجه النفوذ الفاطمي الذي قويت شوكته في مصر ، ومن ثَمّ وجدتْ لها طريقاً سالِكاً باتجاه العراق ، فانتشرت دعوتهم في كلّ مكان منه ٨ ، الأمر الذي اغضب الخليفة العباسي واقلقه ، فحرض الغزنويين على البطش والفتك بكل من خرج عن المنهج السلفي ، ولذلك دعا الخليفة القادر ذوي المكانة الدينية والعلماء لشن حملة تشكيك مكثفةٍ ضد الفاطميين ، سواء من خلال الطعن بعلويتهم ، أو نسبهم إلى الكفر والفسق ونحو ذلك ٩ ، وأخذ يضطهد كل من له صلة بخليفة القاهرة.
__________________
بن الحسين عليهالسلام الذي ثار أيام خلافه هشام بن عبد الملك سنه ١٢١ ه ـ.
انظر الأشعري ، مقالات الإسلاميين ، ج ١ ، ص ٨٧ ؛ والمسعودي ، مروج الذهب ، ج ٣ ، ص ٢١٧.
١. الإسماعيلية : احدى فرق الشيعة التي تؤمن بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق ، انظر الشهرستاني ، الملل وانحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ؛ ودائرة المعارف الإسلاميه ، ماده الإسماعيليه ، ج ٢ ، ص ١٨٧.
٢. الجهمية : فرقه كلامية ، جبرية تقول بخلق القرآن وتنسب إلى جهم بن صفوان ، انظر الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١١٣ ؛ دائره المعارف الإسلاميه ، ماده جهم ، ج ٧ ، ص ١٩٥.
٣. المشبهة : فرقة من أهل الحديث تذهب إلى القول بالتجسيم ، الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١٤٥ ، ماده المشبهة.
٤. ابن العماد ، شذرات الذهب ، ج ٣ ، ص ١٨٦.
٥. متز ، الحضارة الإسلاميّة ، ج ١ ، ص ٣٦٣.
٦. ابو زهرة ، تاريخ المذاهب الإسلاميّة ، ج ١ ، ص ٦٤.
٧. المقريزي ، اتعاظ الحنفاء ، ص ٤٥.
٨. حسن إبراهيم حسن ، تاريخ الدولة الفاطمية ، ص ٢٢٨.
٩. حسن إبراهيم حسنى ، تاريخ الدولة الفاطمية ، ص ١٦٩ ، القزويني ، آثار البلاد ، ص ٤١٨.