الجانب العقلي في التبيان
إنّ معرفة الطرق التي يسلكها المفسر ـ أي مفسر ـ لتبيان المعنى المراد من النص القرآني ، تسهم مساهمةً حادة وفعالة في استيضاح منهجه في التفسير ومنحاه في استنطاق آيات الكتاب العزيز.
ولعل الحديث حول مسلكي الرأي والأثر عند الشيخ الطوسي ، والمحصلة النهائية التي نستخلصها من طبيعة التفاعل القائم بين المسلكين ، والعلاقة الناشئة من خلال ربط احدهمابالاخر ، سوف تسلط الأضواء على منهجية مفسّرنا ، وتُعيننا بالتالي على تحديد تلك المنهجية ، والتعرف على خصائصها ومميزاتها الأساسية ، ولذلك جهدت في أن أعرض للجانب العقلي في التبيان بفصل خاص ، ثم خصصت الحديث في الفصل التالي للجانب الأثري من التفسير عند الطوسي ، مبيّناً طريقته في تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنّة ، بعدها تحدثت عن استخدام الشيخ الطوسي للجانب اللغوي في الكشف عن مدلول الآيات القرآنية ومعانيها ، والصفحات التالية في هذا الباب ستوضح منهج الطوسي في التفسير وأُسلوب تناوله للآيات القرآنية الكريمة وطريقته في التعامل مع النص القرآني لمعرفة معناه.
أكد الشيخ الطوسي على اهمية التفكر ، واعتمد أُسلوب النظر في فهم النصوص القرآنية