|
بعد قوله : ( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيدْيِ المُؤْمِنِينَ ) فقيسوا الأَرُزَ على الحنطة لما كان كلاماً صحيحاً ، ولا يليق بما تقدم ، وإنّما يليق بما تقدم الاتعاظ والانزجار عن مثل أفعال القوم من الكفر باللّه. ١ |
٢. رفضه للفكرة القائلة بأنّ المعارف ضرورية
وقد استدل المفسر بأُسلوب عقلي رائع على القائلين بها وفند مزاعمهم ، ومن ذلك قوله عند تفسيره للآية الكريمة :
(إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ) ٢
فقال :
|
وفي الآية دلالة على بطلان قول من قال : إنّ المعارف ضرورةٌ ، لأنّها لو كانت ضرورةً لماجاز أن يدعوهم إلى خلافها ، كما لايدعوهم إلى خلاف ما هم مضطرون إليه من أنّ السماء فوقهم والأرض تحتهم ، وما جرى مجراه مما يعلم ضرورة ٣. |
كما ورد الشيخ الطوسي على القائلين بأنّ المعارف ضرورة عند تفسيره لقوله تعالى :
( وًإذا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ أشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ ) ٤.
فقال : وفي قوله اشمأزّتْ قلوبهم دليلٌ على فسادِ قول من يقول : المعارف ضرورة.
وقال الطوسي عند تفسيره لقوله تعالى :
( وَإذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا إلى ما أنزَل الله وإلى الرَّسولِ قَالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيهِ آباءَنا أوْ لَوْ كانَ أباؤُهُم لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً ولا يَهْتَدُونَ ) ٥
|
وفيها دلالة على وجوب المعرفة ، وأنّها ليست ضروريّة ، لأنّ الله تعالى بيّنَ الحِجاجَ |
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٩ ، ص ٥٥٨.
٢. البقرة ( ٢ ) الآية ١٦٩.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٧٤.
٤. الزمر ( ٣٩ ) الآية ٤٥.
٥. المائدة ( ٥ ) الآية ١٠٤.