تاج العروس [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

    البحث

    البحث في تاج العروس

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    إضاءة الخلفية
    200%100%50%
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عرض الکتاب

    والتَّنْجِيسُ : شيْ‌ءٌ كانَت العربُ تفعلُه ، كالعُوذَةِ تَدْفَعُ بها العَيْنَ ، ومنه قَوْلُ الشاعر :

    وعَلَّقَ أَنْجَاساً علَيَّ المُنَجِّسُ

    قلْتُ : وصَدْرُه :

    ولو كانَ عِنْدِي كاهِنَانِ وحَارِسٌ

    وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : من المَعَاذَاتِ : التَّميمَةُ والجُلْبَةُ والمُنَجّسَة. ويقال : المُعَوَّذُ مُنَجَّسٌ (١) ، قال ثَعْلَبٌ : قلت له : لِمَ قِيلَ للمُعَوَّذِ : مُنَجَّسٌ ، وهو مأْخُوذٌ من النَّجَاسَة؟

    فقالَ : لأَنَّ للعَرَبِ أَفْعَالاً تُخَالِفُ مَعانِيهَا أَلْفَاظَهَا ، يُقَال ؛ فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعل فِعْلاً يَخْرُج به مِن النَّجَاسَة ، وسَاقَ العِبَارَةَ الَّتي سُقْنَاهَا آنِفاً.

    قلتُ : وسَبَقَ أَيضاً إِنْشَادُ قولِ العَجّاج في «ح م س» :

    وَلَمْ يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَحْمَسَا

    ولَا أَخَا عَقَدٍ ولا مُنَجِّساً

    ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : إِذا جاءَ القَدَرُ لَم يُغْنِ المُنَجِّمُ ولا المُنَجِّسُ (٢) ، ولا الفَيْلَسُوفُ ولا المُهَنْدِس (٢). قالَ وهو الَّذِي يُعَلِّقُ على الَّذِي يُخافُ عليه الأَنْجَاسَ ، مِن عِظَامِ المَوْتَى ونَحْوِهَا ، لِيَطْرُدَ الجِنَّ : لنُفْرَتِهَا من الأَقْذَارِ.

    * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه :

    النَّجْسُ ، بالفَتْحِ ، وككَتِفٍ : الدَّنِسُ القَذِرُ مِن النّاسِ.

    ودَاءٌ نَجِسٌ ، ككَتِفٍ : عَقِيمٌ ، وقد يُوصَفُ به صاحِبُ الداءِ ، وكذلِكَ في أَخَواتِه الّتِي ذَكَرَهَا المصنِّف.

    والنَّجْسُ ، بالفَتْح : اتِّخَاذُ عُوذَةِ الصَّبِيِّ ، وقد نَجَسَ له ونَجَّسه : عَوَّذَه.

    والنِّجَاسُ ، بالكَسْرِ : التَّعْوِيذُ ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ، قالَ : كأَنَّهُ الاسْمُ من ذلِكَ.

    قالَ : والنُّجُسُ : بضَمَّتَيْنِ : المُعَوِّذُون ، وفي بعض النُّسَخِ : المُعَقِّدُون ، والمَعْنَى وَاحِدٌ : وهم الّذِين يَرْبِطُون على الأَطْفَالِ ما يَمْنَع العَيْنَ والجِنَّ.

    ومِن المجازِ : نَجَّسَتْه الذُّنُوبُ.

    والنَّاسُ أَجْنَاسٌ ، وأَكثَرُهم أَنْجَاس. وتقول : لا تَرَى أَنْجَسَ من الكافِر ، ولا أَنْحَسَ من الفَاجِر ، كما في الأَساس.

    والمَنْجَسُ : جُلَيْدَةٌ تُوضَعُ على حَزِّ الوَتَرِ.

    [نحس] : النَّحْسُ ، بالفَتْحِ : الأَمْرُ المُظْلِمُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

    وقالَ الأَزْهَرِيُّ : والعَرَبُ تُسَمِّي الرِّيح البارِدَة إِذَا (٣) أَدْبَرَتْ نَحْساً. وقِيلَ : هو الرِّيحُ ذاتُ الغُبَارِ.

    وقال ابنُ دُرَيْدٍ (٤) : النَّحْسُ الغُبَارُ في أَقْطَارِ السَّمَاءِ إِذا عَطَف المَحْلُ ، قال الشّاعِرُ ؛

    إِذا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانِينَ والْتَقَتْ

    سَبَارِيتُ أَغْفَالٌ بهَا الآلُ يَمْصَحُ

    والنَّحْسُ : ضِدُّ السَّعْدِ من النُّجُومِ وغيرِهَا ، والجَمْع : أَنْحُسٌ ونُحُوسٌ.

    وقد نَحِسَ ، كفَرِحَ وكَرُمَ نَحَساً ونُحُوسَةً ، الثاني لُغَةٌ في نَحِسَ ، بالكَسْر ، ومنه قِراءَةُ عبد الرحمن بن أَبي بَكْرَةَ :

    (مِنْ نَارٍ ونَحُسَ) (٥) على أَنه فِعْلٌ ماضٍ : أَي نَحُسَ يَوْمُهُمْ أو حالُهم فهو نَحِسٌ ، بالفَتْح ، وككَتِفٍ ، ونَحِيسٌ ، كأَمِيرٍ ، ويومٌ نَحِسٌ ، وأَيّامٌ نَحْسٌ ، وهي أَيَّامٌ نَحِيسَةٌ ونَحِسَةٌ ونَحِساتٌ ، بسكون الحاءِ وكسرها ، وقرأ أبو عمرو (فَارْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيّامٍ نَحْسَاتٍ) (٦) قال الأَزْهَرِيُّ : هي جَمع أَيّامٍ نَحْسَةٍ (٧) ، ثُمَّ نَحْسَات : جَمْعُ الجَمْع.

    وقُرِى‌ءَ نَحِساتٍ وهي المَشْؤوماتُ عليهِم ، في الوَجْهَيْنِ ، بكسرِ الحاءِ ، وقَرَأَ به قَرَأَ به قُرّاءُ الكُوفَةِ والشّامِ ويَزِيدُ ، والبَاقُونَ بسُكُونها.

    وفي الصّحاحِ : وقُرِى‌ءَ قولُه تَعالى : (فِي يَوْمٍ نَحْسٍ) (٨) على الصِّفَةِ. والإِضَافَةُ أَكْثَرُ وأَجْوَدُ ، وقد نَحِسَ الشي‌ءُ. بالكَسْرِ ، فهو نَحِسٌ أَيضاً ، قالَ الشاعِرُ :

    أَبْلِغْ جُذَاماً ولَخْماً أَن إِخْوَتَهُمْ

    طَيًّا وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُم نَحِسُ

    __________________

    (١) في القاموس ضبط المعوّذ منجس بالكسر فيهما وضبطت عن التهذيب واللسان وفيهما : ويقال للمعوَّذ : منجَّس.

    (٢) في الأساس : «والمنجس ... والمهندس» باسقاط «لا».

    (٣) في التهذيب واللسان : إذا دبرت.

    (٤) جمهرة ٣ / ١٥٧.

    (٥) سورة الرحمن الآية ٣٥ وقراءة الجمهور : (مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) ، وقرى‌ء : ونِحاس.

    (٦) سورة فصلت الآية ١٦.

    (٧) عن التهذيب وبالأصل «نحيسة».

    (٨) سورة القمر الآية ١٩.