المعجمة
وهُوَ حَرْفٌ من الحُرُوفِ المَجْهُورَةِ ، وهي تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً ، والجِيمُ والشينُ والضّادُ في حَيِّزٍ وَاحِدٍ ، وهذِهِ الحُرُوف الثَّلاثَةُ هي الحُرُوفُ الشَّجرِيَّةِ. وقال ابنُ عُصْفُورٍ ، في المُقَرّب : وتُبْدَلُ الضَّادُ المُعْجَمَةُ من الصَّادِ المُهْمَلَةِ ، قالُوا : مَصَّ الرُّمَانَةَ وَمضَّها. قال : والصَّادُ أَكْثَرُ. قال شيْخُنَا : وهو عَلَامَةُ أَصالَتِه وفَرْعِيَّةِ الضادِ المُعْجَمَة عنه. قال : وذَكَرَ الشيْخُ ابنُ مالِكٍ في «التَّسْهِيلِ» أَنَّهَا تُبْدَلُ من الَّلامِ أَيضاً ، حَكَى الجَوْهَرِيّ : رَجُلٌ جَضْدٌ ، أَي جَلْدٌ. قلت : وقال الكِسَائِيّ : العَرَبُ تُبْدِلُ من الصَّادِ ضاداً ، فتقولُ : مَا لَكَ في هذا الأَمْرِ مَنَاضٌ ، أَي مَناصٌ ، كما سَيَأْتِي في مَحَلِّهِ.
فصل الهمزة
مع الضاد المعجمة
[أبض] : أَبَضَ البَعِيرَ يَأْبِضُهُ أَبْضاً من حَدِّ ضَرَبَ ، وزَادَ في اللِّسَان : ويَأْبُضُهُ أُبُوضاً ، من حَدّ نَصَرَ شَدَّ رُسْغَ يَدهِ إلى عَضُدِهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ يَدُهُ عن الأَرْضِ ، وقد أَبَضْتُهُ ، فهو مَأْبُوضٌ. وذلِكَ الحَبْلُ إِبَاضٌ ، ككِتَابٍ ، ج : أُبُضٌ ، بضَمَّتَيْن ، نقله الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ : وقال أَبو زيْدٍ نَحْوٌ مِنْهُ ، وأَنشَدَ ابنُ بَرّيِّ لِلْفَقْعَسِيّ :
أَكْلَفُ لَمْ يَثْنِ يَدَيْهِ آبِضُ
والْإِبَاضُ أَيْضاً : عِرْقٌ في الرِّجْلِ ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ.
ويُقَال لِلْفَرَسِ إِذَا تَوَتَّرَ ذلِكَ العِرْقُ منه مُتَأَبِّضٌ. ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : كَأَنَّهُ فِي الْإِبَاضِ من فَرْطِ الانْقِباضِ.
وعَبْدُ الله بنُ إِبَاضٍ التَّمِيمِيُّ ، الَّذِي نُسِبَ إِليْه الْإِبَاضِيَّةُ مِنَ الْخَوَارِجِ ، وهُمْ قَوْمٌ من الحَرُورِيَّةِ ، وزَعَمُوا أَنَّ مُخَالِفَهُمْ كافِرٌ لا مُشْرِكٌ ، تَجُوزُ مُنَاكَحَتُه ، وكَفَّرُوا عَلِيّاً وأَكْثَرَ الصَّحَابَةِ ، وكَان مَبدَأُ ظُهُورِهِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ الحِمَارِ.
وأُبَاضُ ، كغُرَاب : ة ، بِالْيَمَامَةِ. وقال أَبو حَنِيفَةَ : عِرْضٌ باليمَامَةِ ، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ ، وأَنْشَد مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ الأَعْرَابِيُّ :
أَلا يا جَارَتَا بِأُبَاضَ إِنِّي (١) |
|
رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جَارَا |
تُغَذِّينَا إِذا هَبَّتْ عَليْنَا |
|
وتَمْلَأُ عَيْنُ (٢) نَاظِرِكُمْ غُبَارَا. |
قال ياقوت : لَمْ يُرَ أَطْوَلُ من نَخِيلِها ، قال : وعِنْدَهَا كانَتْ وَقْعَةُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ بمُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ وأَنشد :
كَأَنَّ نَخْلاً من أُبَاضَ عُوجَا |
|
أَعناقُهَا إِذْ هَمَّتِ (٣) الخُرُوجَا |
زاد في اللّسَان : وقد قِيلَ : بِهِ قُتِلَ زيْدُ بنُ الخَطّابِ.
__________________
(١) في معجم البلدان «أَباض» : إنّا وجدنا الريح ...
(٢) معجم البلدان : وتملأ وجه.
(٣) معجم البلدان : حمّت.