لها في الإيجاز والدلالة على المعنى ... (١).
ورويت أيضاً هذه العبارة برواية أخرى : «تكلموا تعرفوا ، فإن المرء مخبوء تحت لسانه» وقال ابن أبي الحديد في شرحها أيضاً : هذه إحدى كلماته عليهالسلام التى لا قيمة لها ، ولا يقدر قدرها ، والمعنى قد تداوله الناس ، قال :
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٌ |
|
زيادته أو نقصهُ في التكلّمِ |
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه |
|
فلم يبق إلا صورةُ اللحمِ والدمِ |
وكان يحيى بن خالد يقول : ما جلس إليَّ أحدٌ قط إلا هبته حتى يتكلم ، فإذا تكلم إما أن تزداد الهيبة أو تنقص (٢).
كلامكم نور
أقول : فإذا كان ماقدمناه آنفاً هو ميزان حق لا يختلف فيه اثنان ، إذن فمن البيّن الواضح الذي لا مرية فيه ولا
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ج ١٨ ص ٣٥٣.
(٢) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ج ١٩ ص ٣٤٠.